كن مع الله ولا تبالي
كن مع الله ولا تبالي
قد يسوق إليك الله قدرا يبكيك ساعة ، لئلا تبكي بعدها دهرا.
قد يسوق إليك تأخيرا لِأمرِك سنة ، لئلا تتوقف بعدَهَا الخيرات عنك دهرا.
وقد يأخذ منك مقدار حبة مِن خردل من رزق ، ليغمرك بمِداد البحر أجرا.
قد يُذيقك ألم الوَحشَةِ ليلا ، ليفتح على قلبك بابا للأُنسِ به لا ينقطع سرمدا.
قد يُباعِد بينك وبين ما تمنى قلبك حِينًا ، ليختبر صبرك فيتركهُ لكَ أبدا.
وقد يقطع عنك رسائلهُ أمَدًا ، ليأتي بك إليه جرا.
قد يتركك تنادي طويلًا ظانًا أن صوتك لا صدى لهُ عِندَه ، لِتُطيل النداء فيزداد الدعاء فيعظُم العطاء.
قد يَكتُب عليكَ قدرًا لم تتصور أن يكتبه عليك يومًا ، لأنه يُخبئ لك بعده رزقا لم تتوقعه أيضًا.
وقد يقطع أسبابك جميعها فتظنه يعجزك ، وهو الذي يرفعك لدرجة المضطر فيجيب حينها دعاءك ويلبي حاجتك.
قد يتركك للأيام تأكل جدران قلبك يأسًا دون إجابة ،
لأنه يعلم مدى حلاوة الجبر بعد اليأس من النصر ، فيكتب لك أجر الصبر وحلاوة الجبر.
قد يراك نائما قانطا مِن رحمته ساخطا على قدره ، ثم يُوقِظ عبدا صالحا مِن عباده في ثلث الليل يذكرك فيدعوا لك غيبا.
قد يفعل الله لك شيئا تتعجب (لماذا حدث)؟!
ولماذا (في هذا التوقيت بالتحديد)!
إقرأ أيضا: تقول اشترى لنا أبي بعض المكسرات أنا وشقيقتي
وقد يحتار عقلك ، بل حتما سيحتار عقلك في فهم كثير مِن الأحداث ، إلى أن يؤذن لك بِرؤية الله في أقداره ،
رؤية أثآر رحمة الله في قضاءه ، رؤية يد الله التي تعمل في الخفاء.
قال الله تعالى : وما كان الله لِيُضِيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوفٌ رحيم.
وتظن أنك حرمت وفي الحقيقة أنك رحمت.