كيف أربيهم والفتن ما أكثرها والضياع ما أيسره؟!
رب نفسك قبلهم ، واحرص على أن يجدوك في كل خير أمامهم.
أحسن صلاتك ، وأمسك عن سواقط الكلام لسانك ، وراقب الله في موضع عينيك ،
واعلم أن الكرم يورث ،
وحب الخير يعدي ، وإكرام الأم وأهلها يغنيه عن ألف كتاب.
لا تخالفن أفعالك أقوالك ، فأنت يا أخي ثوب أبيض يظهر فيه أصغر السواد.
ولن يستقيم الظل طالما اعوجَّ العود!
والصحابة كانوا قليلي النصح كثيري العمل ، فتعلم أولادهم من جميل أفعالهم أضعاف ما سمعوا من فصيح كلامهم.
ولو علم الآباء كم يلحقهم في قبورهم من عظيم الأجر أو الوزر لتجملوا بحسن الصنيع في كل أمر.
رأى مالك بن دينار رجلا يسيء في صلاته فقال :
ما أرحمني بعياله ، إنه كبيرهم ومنه يتعلمون!
والأهم من ذلك استعينوا بالله في تربية أولادكم.
ادعوا لهم دائما بالصلاح فالدعاء له أثر كبير في إستقامة الأولاد.
قال الله تعالى عن إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام (رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي)
وهكذا الصالحون يرفعون أكف الضراعة إلى الله دائما في صلاح نياتهم وذرياتهم.
ومن مآثر السلف ما ورد عن الفضيل بن عياض رحمه الله ، حيث بذل جهودا مع إبنه لصلاحه فعجز عن ذلك فقال
(اللهم إني عجزت عن تأديب إبني عليا فأدبه أنت لي).