كيف تصوم الجوارح؟
المقصود من صوم الجوارح :
صوم اليد عن المعاصي ، فلا تبطش ، ولا تسرق ، ولا تضرب.
صوم الرجل عن المشي إلى أماكن اللهو ، والفساد في الأرض ، ومحل سخط الله وغضبه.
صَوم اللسان عن الكذب ، وقول الزور ، والنميمة والغيبة ، والسب ،
والجدال والخصومة والمراء ، وشغله بذكر الله وتلاوة القرآن.
صوم الأذن عن الإصغاء إلى سماع الغناء ، وما لا يرضاه الرب سبحانه.
صوم العين بغضها عن النظر إلى ما يغضب الرب جل جلاله.
صَوم الجوف عن أكل الحرام من الرشوة والربا ، أو الغلول والسرقة ، أو أكل أموال اليتامى ،
ومرتبات الأجراء ، وتسويق المعازف ، وترويج المخدرات ، وبيع الدخان وغيره مما حرَّمه اللهُ ورسوله.
وكفِّ البطن عن الشبهات في زمان الفطر ، فلا معنى للصوم بالكف عن الطعام الحلال ، ثم الإفطار على الحرام.
قال رسول الله صل الله عليه وسلم : «رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش».
رواه أحمد في مسنده : 8843.
قيل في تفسير ذلك :
هو من يفطر على الحرام ، وقيل : هو الذي يمسك عن الطعام الحلال ، ويفطر على لحوم الناس بالغيبة.
وقيل : هو الذي لا يحفظ جوارحه عن الآثام.
إنَّه صوم الجوارح كلِّها عن انتهاك الحدود ، وتجاوز السدود.
فالصوم_الحقيقي ، هو صوم الجوارح عن الآثام ، وصوم البطن عن الطعام والشراب.
وكما أن الطعام والشراب يقطعه فهكذا الآثام تقطع ثوابه ، وتلغي ثمرته ، فتصيّره بمنزلة من لم يصم.