مقالات منوعة

كيف حدث أن اجتمعت الخلايا في جنين النبات

كيف حدث أن اجتمعت الخلايا في جنين النبات لتؤلف وردة وكيف نشأت في الوردة أعضاء تأنيث وأعضاء تذكير ،

ثم جاء النحل بغريزة لا يدركها لينقل حبوب اللقاح من أعضاء التذكير إلى أعضاء التأنيث ،

فتنشأ بذلك بويضة ملقحة تتحول بعد ذلك إلى بذرة.

ثم تهب الرياح فتذرو البذور في الهواء لتقع على أرض ،

ثم تأتي موجة باردة فيتلبد الجو بالغيوم وتسقط الغيوم مطرا ،

وتتسلل قطيرات الماء في الشقوق حتى تدرك الجذور فتسعى في قنواتها الشعرية حتى تدرك السيقان والعروق ،

وتتسلق حتى تبلغ الوردة لتسقيها من جديد وتسقي الأجنة في باطنها وتضربها الشمس.

فتتفتح حمراء متوهجة ليتساقط عليها النحل من جديد مجذوبا بألوانها لتستمر معزوفة التلقيح والإنجاب ،

وتخرج الثمار والبذور ويأتي موعد القطاف وتمتد الأيدي لتجمع وتقطف وتصل التفاحة إلى مائدتك ،

فتأكل وتشبع وتنسي هذه السلسلة من جنود الغيب التي كانت تعمل في خدمتك منذ مطلع الشمس وأنت لا تدري.

وهي أيضا نفسها لا تدري ، إنما هو الله من وراء الكل يأمر العناصر ويدبر كل شيء.

من زرع لك السهول وسفوح الجبال ، ومن زرع لك الغابات التي خرجت كالنبت الشيطاني حول خط الإستواء ،

وفيها جوز الهند والأناناس وكل ما تشتهي نفسك ،

ومن جمَّد الماء في القطبين ليسيل بعد ذلك في الربيع والصيف ليملأ منابع الأنهار لتكون هناك خضرة وبقول وفواكه ومائدة عامرة من كل صنف؟!

ومن ساق إليك الحيتان والأسماك تسعى إلى شاطئك لتصطاد وتأكل هذه الوجبات المتنوعة الغنية بالعناصر والفيتامينات.

هل رأيت كيف اصطفت حبات الرمان وعناقيد الأعناب في قطوفها مثل أقراط العقيق؟!

من الواضح أنه كان هناك ترتيب مسبق لكل هذا ، وأنه كان هناك إعداد لهذه المأدبة الكريمة الباذخة.

إقرأ أيضا: كيف تموت الأنثى حية؟

وعلماء الجيولوجيا ، يقولون إن الأرض كانت في بدايتها غير الأرض ، والجو غير الجو ،

وأن الحديد جاء إلى الأرض من جسيمات مقذوفة من نجوم منفجرة في أقصى المجرة في الفضاء البعيد.

(وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس) (الحديد).

1 3 4 10 1 3 4 10

لقد جاءنا الحديد من السماء بتعدين وتجهيز سماوي عجيب ليكون أقوى العناصر تماسكا وبأسا.

وما كان لهذا البأس أن يتم وما كان لتلك الصلابة أن تنشأ لولا تلك الجسيمات وفعلها التكويني في ذرة الحديد ،

لينشأ الحديد المتماسك الذي نعرفه في بأسه وقوته وصلابته ، ولتقوم ترسانات وصناعات للسلاح بلا عدد.

والأرض التي انصدعت إلى مسطحات وصفائح وقارات ومحيطات ، والسموات التي امتدت إلى فضاءات بلا حدود.

(والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون) (الذاريات) إشارة إلى الإتساع المستمر بقوى خفية.

والمجرات بالفعل تتباعد منذ نشأتها ، والتجمعات النجمية في سبح مستمر وتفرق محسوب والفضاء يزداد اتساعا ،

كأنه بالون تتسع وتوشك على الإنفجار.

إنها معزوفة تكوينية هائلة ، يقودها مايسترو عظيم ليس كمثله شيء ،

خالق مبدع لا حدود لقدراته ، هو رب هذا الكون وصانعه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?