![](https://i0.wp.com/tfa9eel.com/wp-content/uploads/2022/11/pexels-ds-stories-6991443-scaled.jpg?resize=780%2C470&ssl=1)
كيف نفهم حديث تكاثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة؟
لا يليق بمسلم أن يسمع حديث النبي صل الله عليه وسلم ثم يعترض عليه ، أو يدعي أنه لا يناسب زماننا ،
أو يضع العراقيل أمام تنفيذه ، فضلا عن الإستهزاء به والعياذ بالله.
فإذا أردنا أن نفهم الحديث على نحو صحيح ، فذلك في ضوء قاعدة مهمة ، وهي التي تقول :
ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ، وما لا يتم المندوب إلا به فهو مندوب.
فإذا أمرنا النبي صل الله عليه وسلم بتكثير الولد ، فهذا يتضمن الأمر بكل ما يعين على هذه الغاية ،
وأذكر هنا مجموعة من المعينات للشباب والفتيات حتى يتحضروا ويتجهزوا لتنفيذ أمر النبي صل الله عليه وسلم ، فمن ذلكر:
عَوِّدْ نفسك على الصبر والتحمّل والجَلَد ، لأن الأسرة الكبيرة تحتاج إلى ذلك منك.
أكثر من القراءة وطلب العلم ، لأنها توسع آفاق فكرك ، وتفتق مواهبك ،
فأنت تحتاج إلى العديد من المواهب في إدارة أسرتك الكبيرة التي تطمح إليها.
إجتهد في دراستك الأكاديمية ، أو في حرفتك التي تتعلمها ، لتستطيع كفاية أسرتك الكبيرة بإذن الله تعالى.
عاهد نفسك على إتقان أعمالك ، مهما كانت بسيطة أو صعبة ، كترتيب غرفتك ، والعناية بواجباتك المدرسية أو الجامعية ،
وما يكلفك به والداك من المهام ، فهذا الإتقان سيكون له أثره البالغ في تربية أبنائك.
إبتعد عن الأنانية والمبالغة في حب الذات ، وفكر دائما بمصلحة الأمة والمجتمع من حولك ،
فأنت لا تعيش لنفسك ، بل أنت عبد لله عز وجل ، تسعى إلى نهضة الأمة ورفعتها.
حافظ على صحتك وقوة بدنك ، بالإعتدال في الغداء ، وممارسة الرياضة ، والإبتعاد عن الخبائث كالخمر والتدخين والمخدرات ،
لأنك إذا كنت تريد كثرة الولد فأنت تحتاج إلى صحته السويّطة وبنيتك القوية.
إجعل نفسك محاطا بالصحبة الصالحة ، واعلم أن صديقك الذي تصاحبه الآن ستكون زوجته صديقة زوجتك ،
ويكون ولده صديق ولدك ، وربما تكون إبنته قدوة لابنتك ،
فلا تصاحب إلا التقي الذي ترضى أن تكون أسرتك صديقة لأسرته في المستقبل.
إقرأ أيضا: هل ينام الولد في غرفة مع أخته مع مراعاة أن لكل منهما سرير منفصل
حاول أن تبكر في الزواج قدر المستطاع ، ولا تبالغ في التجهيز ، فيكفي أن يكون لديك راتب يطعم شخصين ،
وتستأجر غرفة لك ولزوجتك ، ولا تصدق من يضع لك شروطا للإستقرار المالي حتى يؤخر زواجك.
إذا أردت أن تتزوج ، فابحث عن ذات الدين التي لديها الوعي الكافي والفكر الصحيح ، والتي تحفظ أمر ربّها ،
وتتمتع بالصحة النفسية والعقلية والبدنية ، وتشاركك في أهدافك وتطلّعاتك ،
وتذكّر أنها ستكون أما لأولادك ، تعتني بهم وتربيهم ، وتصبر عليهم.
منذ أول يوم في حياتك الزوجية ، رتب حياتك أولا بأول ، ولا تؤجل عمل اليوم إلى غد ،
واحذر من التسويف ، وتذكر أن هذه الأسرة ستكبر ، وإذا كبرت فالفوضى يصعب معالجتها ،
فاجعل أسرتك مرتبة منذ اليوم الأول ، وحافظ على هذا الترتيب مهما كبرت الأسرة.
نظم شؤونك المادية ، واعرف الداخل والخارج ، ولا تسمح لنفسك أن تقع فريسة للقروض البنكية ،
ولا للديون من الأقارب والأصدقاء ، فهذا كله يقيد حريتك ، ويعكّر صفو حياتك.
إبتعد أنت وزوجتك وأولادك عن الترف الزائد ، والإسراف البغيض ، واعلم أن غناك يكون بقلة احتياجاتك ،
وفقرك يكون بكثرة مشتهياتك ، فإذا أردت بناء أسرة كبيرة فتعود على ترك الكماليات ،
وعود على ذلك زوجتك وأولادك بالحب والحوار.
إجعل علاقتك الطيبة بزوجتك من أولى الأولويات ، علاقة قائمة على الحب والمودة والحوار والمصارحة ،
والإحترام المتبادل ، والتقدير لكل جهد تقوم به ، واعلم بأنها شريكتك في النجاح ، وأنّك تحتاج إلى كل ذرة حماس لديها ،
وإلى كل موهبة تتمتع بها ، وأنها تستمد كثيرا من نشاطها وطاقتها منك بعد الله عز وجل ، فكن لها المعين والداعم.
عود نفسك أن تأخذ الأمور ببساطة ، ولا تضخم المشكلات ، وتعامل معها بهدوء وروية وحكمة واحتواء ،
واتّخذ قراراتك بعد مشاورة وإستخارة.
إقرأ أيضا: عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه في عهده كان الذئب يأكل مع الغنم
إعتنِ عناية خاصة بطفلك الأول ، واعلم أنه سيكون قدوة لإخوته من بعده ، بل لعله يكون أبا ثانيا لهم معك ،
فلا بد من تربيته على تحمل المسؤولية ، وعلى أكرم الأخلاق ، وعلى طاعة الله تعالى ،
فإذا استقام الولد الأول ، كان ذلك معينا بإذن الله على إستقامة من بعده من الأولاد.
إجعل تربيتك متوازنة ، بين الحزم والرحمة ، وابتعد عن الدلال الزائد ، وعن القسوة ،
وعن كل أساليب التربية الخاطئة القائمة على تحطيم شخصية الطفل وتحقيره ،
وتذكر أنك إذا أحسنت في مرحلة الطفولة الصغرى ، تنعمت بمراهقة آمنة مطمئنة بإذن الله تعالى.
كون علاقات قوية ومدروسة مع من تراه صالحا من إخوانك ، ولديه زوجة صالحة ،
وأولاد يناسب إختلاطهم بأولادك ، فأنت بذلك تكون مجتمعك.
إحذر من أن يدخل المال الحرام إلى بيتك ، لأنه إذا دخل إلى بيتك خرجت منه البركة ،
وإذا خرجت البركة فلا تسأل بعدها عن الضنك والنكد الذي يكون في بيتك.
إعتصم بالله تعالى والدعاء والتضرع له سبحانه حتى يعينك ويوفقك إلى تربية أولادك وإصلاحهم ،
وليرزقك الرزق الطيب الذي يسد الحاجة.
فلا ينبغي لإنسان كسول ، لا يحب العلم والقراءة ، ولا يريد العمل والكد ، ولا يختار زوجته على النحو الصحيح ،
ثم يؤسس بيته على أساس ضعيف ، ثم يقول: كثرة الأولاد خطأ.
فهذا كالذي يترك الدراسة ثم يقول : النجاح مستحيل.
أسأل الله تعالى أن يعيننا على التطبيق والعمل بحديث : تكاثروا فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة.