سؤال وجواب

كيف نفهم حديث تكاثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة؟

كيف نفهم حديث تكاثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة؟

لا يليق بمسلم أن يسمع حديث النبي صل الله عليه وسلم ثم يعترض عليه ، أو يدعي أنه لا يناسب زماننا ،

أو يضع العراقيل أمام تنفيذه ، فضلا عن الإستهزاء به والعياذ بالله.

فإذا أردنا أن نفهم الحديث على نحو صحيح ، فذلك في ضوء قاعدة مهمة ، وهي التي تقول :

ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ، وما لا يتم المندوب إلا به فهو مندوب.

فإذا أمرنا النبي صل الله عليه وسلم بتكثير الولد ، فهذا يتضمن الأمر بكل ما يعين على هذه الغاية ،

وأذكر هنا مجموعة من المعينات للشباب والفتيات حتى يتحضروا ويتجهزوا لتنفيذ أمر النبي صل الله عليه وسلم ، فمن ذلكر:

عَوِّدْ نفسك على الصبر والتحمّل والجَلَد ، لأن الأسرة الكبيرة تحتاج إلى ذلك منك.

أكثر من القراءة وطلب العلم ، لأنها توسع آفاق فكرك ، وتفتق مواهبك ،

فأنت تحتاج إلى العديد من المواهب في إدارة أسرتك الكبيرة التي تطمح إليها.

إجتهد في دراستك الأكاديمية ، أو في حرفتك التي تتعلمها ، لتستطيع كفاية أسرتك الكبيرة بإذن الله تعالى.

عاهد نفسك على إتقان أعمالك ، مهما كانت بسيطة أو صعبة ، كترتيب غرفتك ، والعناية بواجباتك المدرسية أو الجامعية ،

وما يكلفك به والداك من المهام ، فهذا الإتقان سيكون له أثره البالغ في تربية أبنائك.

إبتعد عن الأنانية والمبالغة في حب الذات ، وفكر دائما بمصلحة الأمة والمجتمع من حولك ،

فأنت لا تعيش لنفسك ، بل أنت عبد لله عز وجل ، تسعى إلى نهضة الأمة ورفعتها.

حافظ على صحتك وقوة بدنك ، بالإعتدال في الغداء ، وممارسة الرياضة ، والإبتعاد عن الخبائث كالخمر والتدخين والمخدرات ،

لأنك إذا كنت تريد كثرة الولد فأنت تحتاج إلى صحته السويّطة وبنيتك القوية.

إجعل نفسك محاطا بالصحبة الصالحة ، واعلم أن صديقك الذي تصاحبه الآن ستكون زوجته صديقة زوجتك ،

ويكون ولده صديق ولدك ، وربما تكون إبنته قدوة لابنتك ،

فلا تصاحب إلا التقي الذي ترضى أن تكون أسرتك صديقة لأسرته في المستقبل.

1 3 4 10 1 3 4 10

إقرأ أيضا: هل ينام الولد في غرفة مع أخته مع مراعاة أن لكل منهما سرير منفصل

حاول أن تبكر في الزواج قدر المستطاع ، ولا تبالغ في التجهيز ، فيكفي أن يكون لديك راتب يطعم شخصين ،

وتستأجر غرفة لك ولزوجتك ، ولا تصدق من يضع لك شروطا للإستقرار المالي حتى يؤخر زواجك.

إذا أردت أن تتزوج ، فابحث عن ذات الدين التي لديها الوعي الكافي والفكر الصحيح ، والتي تحفظ أمر ربّها ،

وتتمتع بالصحة النفسية والعقلية والبدنية ، وتشاركك في أهدافك وتطلّعاتك ،

وتذكّر أنها ستكون أما لأولادك ، تعتني بهم وتربيهم ، وتصبر عليهم.

منذ أول يوم في حياتك الزوجية ، رتب حياتك أولا بأول ، ولا تؤجل عمل اليوم إلى غد ،

واحذر من التسويف ، وتذكر أن هذه الأسرة ستكبر ، وإذا كبرت فالفوضى يصعب معالجتها ،

فاجعل أسرتك مرتبة منذ اليوم الأول ، وحافظ على هذا الترتيب مهما كبرت الأسرة.

نظم شؤونك المادية ، واعرف الداخل والخارج ، ولا تسمح لنفسك أن تقع فريسة للقروض البنكية ،

ولا للديون من الأقارب والأصدقاء ، فهذا كله يقيد حريتك ، ويعكّر صفو حياتك.

إبتعد أنت وزوجتك وأولادك عن الترف الزائد ، والإسراف البغيض ، واعلم أن غناك يكون بقلة احتياجاتك ،

وفقرك يكون بكثرة مشتهياتك ، فإذا أردت بناء أسرة كبيرة فتعود على ترك الكماليات ،

وعود على ذلك زوجتك وأولادك بالحب والحوار.

إجعل علاقتك الطيبة بزوجتك من أولى الأولويات ، علاقة قائمة على الحب والمودة والحوار والمصارحة ،

والإحترام المتبادل ، والتقدير لكل جهد تقوم به ، واعلم بأنها شريكتك في النجاح ، وأنّك تحتاج إلى كل ذرة حماس لديها ،

وإلى كل موهبة تتمتع بها ، وأنها تستمد كثيرا من نشاطها وطاقتها منك بعد الله عز وجل ، فكن لها المعين والداعم.

عود نفسك أن تأخذ الأمور ببساطة ، ولا تضخم المشكلات ، وتعامل معها بهدوء وروية وحكمة واحتواء ،

واتّخذ قراراتك بعد مشاورة وإستخارة.

إقرأ أيضا: عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه في عهده كان الذئب يأكل مع الغنم

إعتنِ عناية خاصة بطفلك الأول ، واعلم أنه سيكون قدوة لإخوته من بعده ، بل لعله يكون أبا ثانيا لهم معك ،

فلا بد من تربيته على تحمل المسؤولية ، وعلى أكرم الأخلاق ، وعلى طاعة الله تعالى ،

فإذا استقام الولد الأول ، كان ذلك معينا بإذن الله على إستقامة من بعده من الأولاد.

إجعل تربيتك متوازنة ، بين الحزم والرحمة ، وابتعد عن الدلال الزائد ، وعن القسوة ،

وعن كل أساليب التربية الخاطئة القائمة على تحطيم شخصية الطفل وتحقيره ،

وتذكر أنك إذا أحسنت في مرحلة الطفولة الصغرى ، تنعمت بمراهقة آمنة مطمئنة بإذن الله تعالى.

كون علاقات قوية ومدروسة مع من تراه صالحا من إخوانك ، ولديه زوجة صالحة ،

وأولاد يناسب إختلاطهم بأولادك ، فأنت بذلك تكون مجتمعك.

إحذر من أن يدخل المال الحرام إلى بيتك ، لأنه إذا دخل إلى بيتك خرجت منه البركة ،

وإذا خرجت البركة فلا تسأل بعدها عن الضنك والنكد الذي يكون في بيتك.

إعتصم بالله تعالى والدعاء والتضرع له سبحانه حتى يعينك ويوفقك إلى تربية أولادك وإصلاحهم ،

وليرزقك الرزق الطيب الذي يسد الحاجة.

فلا ينبغي لإنسان كسول ، لا يحب العلم والقراءة ، ولا يريد العمل والكد ، ولا يختار زوجته على النحو الصحيح ،

ثم يؤسس بيته على أساس ضعيف ، ثم يقول: كثرة الأولاد خطأ.

فهذا كالذي يترك الدراسة ثم يقول : النجاح مستحيل.

أسأل الله تعالى أن يعيننا على التطبيق والعمل بحديث : تكاثروا فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?