لأجل هذا نستعد لعشر ذي الحجة
لأجل هذا نستعد لعشر ذي الحجة
من أعظم مواسم الخير التي تمر على المسلم ، موسم العشر الأوائل من ذي الحجة ، حيث الطاعة فيها خير من سواها ،
فعن ابن عباس قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم :
«مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ»
يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟
قَالَ : «وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ». سنن أبي داود (2/ 325).
ومع هذه الفضيلة العظيمة لعشر ذي الحجة ، إلا أننا كثيرا ما نغفل عنها ، لذا وجب علينا أن نستعد لهذه العشر ،
فلقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يستعدون لها ويعظمونها ، لما فيها من الخير العظيم.
ولعلنا إذا تعرفنا على فضائل وميزات هذه الأيام المباركة ، استطعنا أن نتأهب لها إن شاء الله.
فضائل عشر ذي الحجة :
أقسم المولى عز وجل بها ، فقال سبحانه : ﴿ وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾ [الفجر: 2] ،
قال ابن كثير : الْمُرَادُ بِهَا عَشَرُ ذِي الْحِجَّةِ. كَمَا قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ ، وَابْنُ الزُّبَيْرِ ، وَمُجَاهِدٌ ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ.
هي أفضل وأعظم أيام الدنيا : فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
«مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ» يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ ،
قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟
قَالَ : «وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ». سنن أبي داود (2/ 325).
دلنا المولى عز وجل فيها للإكثار من ذكره ، قال تعالى : ﴿ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ﴾ [الحج: 28] ،
قال ابنُ عبَّاسٍ: (أيامُ العَشْرِ) رواه البخاري مُعلَّقاً بصيغة الجزم.
إقرأ أيضا: التحذير من بدع عاشوراء
كانَ ابنُ عُمَرَ وأبو هُريرَةَ : يَخرُجانِ إلى السُّوقِ في أيامِ العَشْرِ يُكبِّرانِ ، ويُكَبِّرُ الناسُ بتكبيرِهِما ،
وكانَ عُمَرُ رضيَ اللهُ عنهُ يُكَبِّرُ في قُبَّتِهِ بمنًى فيَسْمَعُهُ أهلُ المسجدِ ، فيُكبِّرُونَ ويُكبِّرُ أهلُ الأسواقِ حتَّى تَرْتَجَّ مِنًى تكبيراً ،
وكانَ ابنُ عُمَرَ يُكبِّرُ بمنًى تلكَ الأيَّامَ ، وخَلْفَ الصلواتِ ، وعلى فِراشِهِ ، وفي فُسْطَاطِهِ ، ومَجْلِسِهِ ، ومَمْشَاهُ ،
تلكَ الأيامَ جميعاً ، وكانت مَيْمُونَةُ تُكبِّرُ يومَ النَّحْرِ. رواه البخاري.
العمل الصالح فيها أحب إلى الله وأعظم أجرًا ، قال صل الله عليه وسلم :
«ما مِن عَمَلٍ أَزْكَى عندَ اللهِ عزَّ وجَلَّ ولا أَعْظَمَ أَجْراً مِن خَيْرٍ يَعْمَلُهُ في عَشْرِ الأضْحَى». رواه الدارمي وحسَّنه الألباني.
اجتمعت فيها عظائم العبادات ، قال ابنُ حجر : والذي يَظْهَرُ أنَّ السَّبَبَ في امتِيَازِ عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ لِمكانِ اجتماعِ أُمَّهاتِ العِبادةِ فيهِ ،
وهيَ الصلاةُ والصِّيَامُ والصَّدَقَةُ والْحَجُّ ، ولا يَتأَتَّى ذلكَ في غيرِهِ.