إسلام

لأول مرة في مكة يخرج المسلمون جهرا من دار الأرقم إلى المسجد الحرام

لأول مرة في مكة يخرج المسلمون جهرا من دار الأرقم إلى المسجد الحرام بعد إسلام حمزة بن عبد المطلب وعمر بن الخطاب ،

والمؤمن عزيز يستمد قوته من إيمانه بالله والقرآن ولا يخشى الباطل أبدا.

دخل عمر بن الخطاب على النبي صل الله عليه وسلم فقال :

يا رسول الله
ألسنا على الحق إن مِتنا أو حَيينا ، ففيما الإختفاء؟

والذي بعثك بالحق لتخرجن فلنصلّين عند بيت الله الحرام ولنغيظن أعداء الله حتى ييأسوا من باطلهم ويسكنوا عنّا.

فيخرج النبي عليه الصلاة والسلام وحوله الصحابة إلى الكعبة للصلاة وهم يرددون :

لا إله إلا الله ، محمد رسول الله.
لا إله إلا الله ، محمد رسول الله.

فَيَقوم أبو الحَكَمُ بن هشام ليعترضهم فيمنعه عُتْبَةُ بن ربيعة قائلا :

لا تفعل ، صفان مثل هذين فيهما عُمر وحمزة لا ينبغي أن يقترب منهما حكيم ولا سليط.

وصلى المسلمون بالبيت الحرام جماعة لأول مرة منذ البعثة.

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : ما زلنا أعِزّة منذ أسلم عُمر.

وقال أيضاً: إنّ إسلام عُمر لفتحا ، وهجرته لنصرا ، وإمارته رحمة ،

ووالله ما استطعنا أن نُصلي بالبيت حتى أسلم عُمر فلما أسلم قاتلهم حتى دعونا فصلينا.

وهنا يُطرح سؤال : هل كان عُمر أقوى من رسول الله صل الله عليه وسلم،

ألم يكن قادرا على أن يتحدى مشركي مكة ويصلي بالبيت؟

وهل كان على المسلمين إنتظار عُمر حتى يحدث ذلك؟

إقرأ أيضا: خرج النبي ليلا من عند الصديق فسمع صوتا جميلا يقرأ القرآن

العبرة هنا أنه كان على أحد غير رسول الله عليه الصلاة والسلام أن يفعل ذلك ولو فعلها رسول الله لما حصل الدرس للجميع.

الدرس أنهم قادرون على الفعل وأن الإسلام قادر أن يستخرج أفضل ما فيهم بل يستخرج ما لم يتخيلوا وجوده فيهم من الأساس.

فلو أن الرسول صل الله عليه وسلم قام بذلك لما كان هناك عُمر.

وحضارة الإسلام ممتدة لا يبنيها فرد واحد ، ويمكن لبعض أفرادها أن يكونوا عمالقة ،

1 3 4 10 1 3 4 10

وأن يسهموا أكثر من غيرهم في رفع بنائها وأن يكون ذلك حافزا لهم على أن يتعملقوا.

كل في مجاله بما يسهم في توطيد قواعد هذه الحضارة ورفع شأنها.

وهكذا كان لابد للرسول ألا يفعل كل شيء بنفسه حتى يتيح المجال لولادة العمالقة.

كان عُمر مثالاً عملياً حياً على ذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?