لا اله الا الله والمفهوم لمعناها
ولقد جاء القرأن الكريم من اوله الى اخره يبين معنى لا اله الا الله بنفي الشرك وتوابعه
ويقرر الاخلاص وشرائعه فكل قول وعمل صالح يحبه الله ويرضاه هو من مدلول لا اله الا الله
لأن دلالتها على الدين كله اما مطابقا او متضمنا واما التزاما
إن المؤمن بهذه الكلمه لا يكون ضيق النظر بخلاف من يقول بألهه متعددة
ان المؤمن بهذه ينشىء في النفس من الأنفه وعزة النفس مالا يقوم دونه شيء لأنه لا نافع ولا ضار الا الله المحيي المميت
وهو صاحب السلطه والسياده ومن ثم ينزع من القلب كل خوف الا منه ولا يطأطئ الرأس امام احد من الخلق
المؤمن بهذه الكلمه يعلم علم اليقين انه لا سبيل الى النجاح والفلاح الا بتزكية النفس والعمل الصالح
اما المشركون والكفار فإنهم يقضون حياتهم على اماني كاذبه فمنهم من يقول ان ابن الله قد اصبح كفارة عن ذنوبنا عند ابيه
ومنهم من يقول نحن ابناء الله واحباؤه ومنهم من يقول انا نستشفع عند الله بكبرائنا واتقيائنا
ومنهم من يقدم النذور والقرابين الى الهتئه زعما انه قد نال رخصة في العمل بما يشاء
قائل هذه الكلمه لا يترسب اليه اليأس ولا يقعد به القنوط لأنه يؤمن أن الله له خزائن السموات والارض
ومن ثم فهو على طمأنينة وسكينة وأمل حتى لو طرد وأهين وضاقت عليه سبل العيش
الإيمان بهذه الكلمة يربي الإنسان على قوة عظيمة من العزم والاقدام والصبر والثبات والتوكل
ويشعر ان وراءه قوة مالك السموات والارض فيكون ثباته ورسوخه وصلابته يستمدها من هذا التصور كالجبال الراسيه
إقرأ أيضا: تصحيح مفهوم خاطىء عند الناس لهذه الآية
وعلى قدر ما يكون هذا الايمان راسخا في ذهن الانسان يكون متبعا لأحكام الله قائما عند حدوده
لا يجرء على اقتراف ما حرم الله ويسارع الى الخيرات والعمل بما امر الله به
الايمان بلا اله الا الله يرفع قدر الإنسان وينشىء فيه الترفع والقناعه والاستغناء
ويطهر قلبه من أوساخ الطمع والشر والحسد والدناءه واللؤم وغيرها من الصفات القبيحه
