لا تتوقف العلاقات على المشاعر فقط ، ولكن للعقل الباطن والطبيعة البشرية تدخل كبير في شكل العلاقة ، مهما كان نوع العلاقة.
فكل طرف في العلاقات تتحدد شخصيته بناءً على شخصية الطرف الآخر.
بمعنى إذا كان الطرف الأول غاية في الطيبة والعطاء ، وكان الطرف الثاني دائم التنازل وليس له رأي ،
فإن الطرف الأول الطيب رغم طيبته ولكنه يتغير لا إراديا ،
لأن عقله الباطن يخبره أن الطرف الثاني ليس له رأي ،
وتتعاون الطبيعة البشرية المحبة للسيطرة مع العقل الباطن ، فيتحول الشخص الطيب تدريجياً لإلغاء وجود الطرف الآخر ،
وبدون شعور منه يتحول لشخصية إستغلالية للطرف الضعيف ، مع أنه يبقى طيب كما هو لكنه لا يستقوي إلا على الطرف الثاني.
لأن الطرف الثاني كأنه يطلب إستنزافه وأخذ حقوقه.
هكذا يفهمها العقل الباطن للطرف الأول ويؤثر عليه ، بسبب الإعتياد وطاقة الخضوع من الطرف الثاني.
مثل الإبن الذى يعتاد تنازل أمه ويعتاد التطاول عليها بدون ردع ،
ويعاملها بشكل غير لائق بسبب دلالها الزائد له ، فتدريجياً وبدون وعي يعيش الرجولة على أمه بشكل فظ ،
رغم أنه أضعف أصدقائه في المدرسة ويتم ضربه يوميا.
لكن عقله الباطن يبحث عن تعويض هذا الضعف بالبحث عن حلقة أضعف في حياته ليشعر بقوته فلا يجد إلا أمه.
ولنجاح علاقاتك يجب أن تتعلم متى تعطي ومتى تأخذ ، متى تحب ومتى تشتاق ومتى تسيطر على مشاعرك ،
وتتعلم تقدير ذاتك مهما كلف الثمن ، وأن تتوازن وتفرق بين من يستحق الإحترام
ومن يستحق إيقافه عند حده ،
حتى لا تكون سبب في تغير من تحب ، ولا تساهم في تحويل شخصيته من سيء إلى أسوء.
