لا تَباغَضُوا ولا تَحاسَدُوا ولا تَدابَرُوا ، وكُونُوا عِبادَ اللَّهِ إخْوانًا ، ولا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أنْ يَهْجُرَ أخاهُ فَوْقَ ثَلاثَةِ أيَّام.
مِمَّا حثَّت عليه الشريعة : الأُلفةُ والمحبة بيْن المسلِمين ؛ لذا جاء النَّهيُ عن كلِّ أسبابِ الفُرقةِ والتَّشاحُنِ في المجتمعِ ،
وقدْ أخبَرَ اللهُ تعالَى أنَّ المؤمنينَ إخوةٌ في الدِّينِ ، والأُخوَّةُ يُنافيها الحِقْدُ والبَغضاءُ ،
وتَقتضي التَّوادُدَ والتَّناصُرَ وقِيامَ الأُلْفةِ والمَحبَّةِ فيما بيْنهم.
وفي هذا الحديثِ نَهى النبي صلّ اللهُ عليه وسلَّم عن بعضِ ما يُسبِّبُ العَداوةَ والقطِيعةَ بيْن المسلمينَ ؛
لِمَا في تباغُضِهم مِن التَّفرُّقِ ، ونَهاهم عن التَّحاسُدِ ، وهو تَمنِّي زَوالِ النِّعمِ عنِ الآخَرِين ،
ونَهاهم عن التَّدابُرِ ، وهو أنْ يُوَلِّي المسلِمُ أخاهُ المسلمَ ظَهْرَه ودُبُرَه ؛
إمَّا حِسيًّا فلا يُجالِسُه ولا يَنظُرُ إليه ، وإمَّا مَعنوِيًّا فلا يُظهِرُ الاهتمامَ به ، والمقصودُ : نَهيُهم عن التَّقاطُعِ والتَّهاجُر.
ثُمَّ بيَّن لهمُ المنزلةَ الَّتِي يَنبغي أنْ يَكونوا عليها ، وهي الأخوة ، كَأُخُوَّةِ النَّسَبِ في الشَّفَقةِ والرَّحمةِ ، والمحبَّةِ والمُواساةِ ،
والمعاوَنةِ والنَّصيحةِ ، فأمرهم أن يَأخُذوا بِأسْبابِ كلِّ ما يُوصِلُهم لِمثْلِ الأُخُوَّةِ الحقيقيَّةِ مع صَفاءِ القلْبِ ، والنَّصيحةِ بِكلِّ حالٍ.
ونَهاهم عن هَجْرِ المُسلِم وتركِه ؛ زيارةً ، أو كلامًا ، ونحو ذلك مِن أشكالِ الهِجْرانِ ، فوقَ ثلاثةِ أيَّام إنْ كان الخلافُ على أمْرِ الدُّنيا.
وفي الحَديثِ : الحِرْصُ على وَحْدَةِ المُسلِمينَ أفْرادًا وجَماعاتٍ وشُعوبًا.
وفيه : وجوبُ التآخي والتعاوُنِ بين المُسلِمين.
إقرأ أيضا: الحديث الذي دار بين النبي صل الله عليه وسلم ومع جبرائيل
الراوي : أنس بن مالك.
المحدث : البخاري.
المصدر : صحيح البخاري.