لا عطر بعد عروس
يروى أن فتاة اسمها أسماء ، أحبها رجل يدعى عروس حبا شديدا ، وتزوجها فكان يدللها وينفق عليها فيما تحب ،
ويشتري لها كل ما تراه عينها حتى أنها كانت تشعر بالسعادة الغامرة لحب عروس لها.
ولكن شاءت الأقدار أن يتوفى عروس ويترك هذه الحسناء التي حزنت لفراقه حزنا شديدا ،
وبعد فترة من الزمن زوجها أهلها من رجل آخر الذي كان يملك كل الصفات الذميمة في الرجال ،
وعلى الرغم من أن حبها لابن عمها ما زال في قلبها إلا أنها قبلت الزواج إرضاء لأهلها.
وفي بيت زوجها الجديد لم تر تلك المرأة أي نوع من السعادة مطلقا !
في أحد الأيام أراد زوجها أن يذهب بها إلى أهله حتى تبتعد أسماء عن كل ما يذكرها بهذا المكان ،
فوافقت على شرط أن تذهب لقبر عروس تودعه ، فوافق زوجها لعله يستريح من هذه الذكرى للأبد!
وقفت أسماء على قبر عروس ورثته وبكت بكاء شديدا وقبل أن تنهض تركت عطرها على قبره ،
فأشار زوجها إلى القارورة كي تحملها ، فرفضت وقالت مقولتها :
لا عطر بعد عروس!
يضرب بهذا المثل : حين تفقد الأشياء قيمتها الأولى ، أو على الأقل لا تحمل الأشياء قيمة موازية للبدايات !
ففي الحب ، كلنا نعرف أن هناك أشياء في هذه الحياة لا تتكرر ،
فنحن لا يمكننا إستعادة الإحساس ذاته الذي شعرنا به عندما إلتقينا بحُب حياتنا أول مرة ،
أو إستعادة تلك اللهفة الغامرة التي إستولت على أرواحنا بمجرد أن إلتقينا بأنصافنا التي لطالما كانت حلماً بالنسبة إلينا!
إقرأ أيضا: لو أحببت مرة ثانية ستبقى تحبني
هناك شوارع ، وأمكنة ، وشواهد ، وأشخاص ، وأسواق ، وأشياء كثيرة رأيناها أو إلتقيناها لأول مرة ،
ثمّة أرواح ذات ندرة ، لا يتكرر أشباهها كثيرا ، وجودها والإحساس بها أمان ، وحضورها غبطة وفرحة وتسلية ،
ودفء لقائها يجعل العالم بدونها صقيعا ، لن تستطيع بعدها أن تحس أمنا ، أو تستذكر دفأ ، أو تعيش أملا ، حين يضيع عطرك الأول.
ولن تغريك عطور الدنيا.