نحو حياة أفضل

لا يكتمل إيمان المرء حتى يدرك أن كل ما يحدث له من خير وشر

لا يكتمل إيمان المرء حتى يدرك أن كل ما يحدث له من خير وشر هو شفرة يقول بها الله شيئا ، وهمسة يهمس بها في أذنه .

وإن يكن الميكروب هو الذي يُمرضُ في الظاهر ،

فإن الله هو الذي أرسل الميكروب وكلفه بما فعل في الحقيقة ، فلا شيء يحدث في الكون خلسة من وراء خالق الكون.

وطُفيل الملاريا في فم البعوضة جاء مكلفا
والسقف الذي إنهار على السكان فعل ذلك بميقات معلوم وكان من الممكن أن ينهار والبيت خال من سكانه ولكنه فعلها وهم نيام ،

فقتلهم في ميقات معلوم ولم يقتل الرضيع في حضن أمه لحكمة مراده ، واللبيب هو من يفهم الإشارة ، ويلتقط العبارة.

والمرض سجن وهو أحيانًا سجن مؤقت وأحيانًا سجن طويل وأحيانًا سجن مؤبد.

والسجين الملهم هو الذي يعرف لماذا أصدر الله أمرا بسجنه ولماذا خفف عنه الحكم ولماذا عفا عنه.

فالخلية السرطانية لا تنشط إلا بأمر من ربها ولا تتوقف إلا بأمر آخر منه.

والجينات التي تحكم الخلية هي مجرد أسباب ظاهرة ، ولا يعلم أحد إلى الآن لماذا يكمن الجين وينام ولماذا يصحو ويدمر ،

ومتى يفعل هذا؟!
ومتى يفعل ذاك ؟!

والمؤمن يرد كل شيء إلى مشيئة ربه ويراه ممسكاً بمقاليد كل شيء ويرى بيده حركات الذرة والمجرة والفلك الأعظم وما فيه ومن فيه.

ويراه المريد الأوحد فوق إرادات كل المريدين.

ويرى كل ما يجري عليه من مقادير رسالة خاصة وشفرة يخاطبه بها.

ويرى كل شر يصيبه في باطنه خير ،
وكل بلاء ينزل به في مضمونه حكمة ، إن لم تظهر الآن فسوف تظهر غداً ، أو بعد غد.

ذلك هو الرحمن جل جلاله الذي قال :
سبقت رحمتي غضبي .

كتاب ” تأملات في دنيا الله “
د مصطفى محمود رحمه اللَّه.

إقرأ أيضا: مكالمة مهمة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?