نحو حياة أفضل

لعلك الآن تقول في نفسك كيف سيرجع الله لي حقي؟!

لعلك الآن تقول في نفسك كيف سيرجع الله لي حقي؟!

أو لعلك كنت أكثر غضبا فقُلتَ : كيف سينتقم الله لي؟!

إنك تنظر الآن في الأسباب فيبدو كل شيء أمامك شائكا وصعبا!

يا صاحبي ، لا تُفكِّرْ في صعوبة ظرفك ،
فكِّرْ في قوة الربِ الذي تدعوه!

منذ متى نسأل الله عن الكيف يا صاحبي؟!
الكيف هذه لله وحده ، نحن ندعوه بيقين فقط!

أما ترتيبات المعركة ، وسلاح الإنتقام فهي من شأن الرب القادر الذي سيدبرها بحكمته!

الله سبحانه دوما يدهشنا بالسلاح الذي يختاره للمعركة!

عندما رفع نوح عليه السّلام يديه إلى السماء قائلا : أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِر.

لم يكن يخطر في باله أبداً أن إنتقام الله سيكون مدويا ، وصاعقا إلى هذه الدرجة!

لعل أكثر ما كان ينتظره أن يهلكهم الله بضربة واحدة أو صيحة!

لا أحد من سكان الأرض ولا السماء ،
كان يتوقع أن يكون الماء هو سلاح المعركة!

الذي سيختاره الله سبحانه لنصر عبده المظلوم ، وصدر الأمر الإلهي للسماء أن تنهمر ،

وللأرض أن تُخرج ماءها ، والبحار أن تطغى ،
غرقت الأرض حتى آخرها إلى أن صار لا عاصم من أمر الله إلا الله!

قصص القرآن ليست للتسلية يا صديقي ،
إنها عقيدة ، ودروس في الإيمان ، وليس للمظلوم إلا أن يرفع شكواه!

أما تفاصيل المعركة وسلاحها ،
فهذا كله من شأن الذي يدبر كل شيء بحكمته!

يا صديقي ، إنك لو عشت زمن النمرود ،
ورأيته يأمر الناس بالسجود له ، ورأيته يُناظر إبراهيم عليه السّلام بكل بجاحة ،

ويقول : ” أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ”!

إقرأ أيضا: إياك والضحك أو السخرية من إنسان قال أمامك معلومة خاطئة

لربما سألتَ نفسكَ باستغراب : كيف سيُغيِّر الله كل هذا؟

أي سلاح فتّاكٍ سيختاره الله ليذل هذا الطاغية.

وبالطبع ما كان سيخطر على بالك أبدا أن الله سبحانه ، سيرسل جنديا واحدا من جنوده لينتقم به.

1 3 4 10 1 3 4 10

جندي صغير لا يكاد يرى بالعين المجردة!
بعوضة! أجل بعوضة واحدة أدخلها في أنفه لتستقر في دماغه!

فلا يهدأ إلا حين يضربه الذين كانوا يسجدون له بالأحذية على رأسه ، بهذه الطريقة المدهشة يدبر الله الأمور!

يا صديقي إنك لو شهدت اللحظة التي وُضع فيها إبراهيم عليه السّلام ، في كفة المنجنيق ليلقى في النار!

لقلتَ في نفسك : ربما سيُطفئ الله النار بماء ينزله من السماء دفعة واحدة!

كان هذا حلا وحيدا لو أن النار تحرق بأمر نفسها!

ولكن هذه النار لا تحرق إلا بأمر ربها ،
فصدر إليها الأمر أن تكون بردا وسلاما فكانت!

إن الله سبحانه يغير خواص الأشياء إن أراد ذلك ، السكين الحاد لم تذبح إسماعيل عليه السّلام!

والحوت المفترس لم يأكل يونس عليه السّلام وإن إبتلعه ، كل شيء في هذا الكون يعمل بأمر الله ،

فلا تنظر في الأسباب ، كن مع رب الأسباب يكفيك مؤونتها!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?