قصص منوعة

لقد ابتلاني الله بزوج بليد الجزء الأخير

لقد ابتلاني الله بزوج بليد الجزء الأخير

مضت سنتين بدلتا حالهم بشكل كلي ، كونها كانت إمرأة مدبرة بامتياز ، تشتري كل ما يحلو لهم ، ولكن باقتصاد ، مما جعلها تدخر نقودا ،

اشترت بها أثاثاً جديداً للمنزل ، أعقَبَهُ تجديده ، عدا عن ملابسهم التي باتت توحي بالغنى.

كانت تحكي لكل نساء الحي ، عن كل جديد تشتريه ، كي تريهم النعمة التي هبطت عليها بعد صبر طويل ،

مما جعلَهُّن يتهامَسْنَ عليها بكل مرة :

ما هذا البليد الذي استطاع أن يُبدّل حالها بهذه السرعة ، عدا ابن البليد الذي ضاعَف رزقهم ، يا لهذا الرزق السريع ،

فأزواجنا فنوا أعمارهم لكي نصل إلى ما نحن عليه الآن.

بكل مرة كانت تسمع تهامُسَهُنَّ كان يتملكها الضيق ويعتصر فؤادها الندم على نَعْتِ زوجها “بالبليد” ،

أمامَ من هبَّ ودَبّ فقد التصق هذا اللقب بعقولهم وألسنتهم.

بعد مضي بضع سنوات ، وتدفق النقود عليهم ، اشتروا منزلَ أغنى سُكّان الحي بالأثاث الذي فيه ،

بعدَ أنْ عرَضَهُ للبيع ، للإنتقال إلى العيش بحي فاخر ، فتبرّعت بمنزلها القديم بما فيه لعائلةٍ فقيرة جداً ،

كي تقطع ألسنة الناس ، وتكسب قلوبهم بنفس الوقت ،

لكن ذلك قد زاد من الغيبة والنميمة عليهم ، وأصبحَت ألسنتهم لا تتوقف عن قَوْل :

مانوع المساعدة التي يُقدّمها هذا البليد ويأخذ عليها هذا الكمّ من النقود ،

غير ابنه الذي يتعلّم تصليح السيارات ، ويجني نقوداً كرجلٍ أفنى عمره في تعلم المهنة.

لم يتوقف التغيير بحياتها على النقود بل أصبحت تُحِبُّ زوجها منذ أن جعلها تفعل ما يحلو لها ،

ابتداءاً من شراء أثاث لمنزلهم القديم إلى شراء منزل جديد.

فكانت تعامله دوماً بحب وكأنهما حديثا الزواج ، لكنه لم يشعر بالسعادة يوماً ،

وأصبح يُعاملها بنفس المعاملة التي كانت تعامله بها قديماً ، فكان يراها الشيطان الذي دفعه للغلط ،

فأصبح ضميره لا يتوقَّف عن تأنيبه.

1 3 4 10 1 3 4 10

إقرأ أيضا: كان هناك صياد سمك جاد في عمله

استمرّ حالهم على ما هو عليه ، لحين جاءت الضربة القاضية عليهم ، فقد عَرِفَت الأجهزة الأمنية عن شحنة تهريب أسلحة ومواد مخدرة ،

وبعد التقصّي والمراقبة تم القبض على الشحنة التي ينقلها زوجها ، مع كل الأشخاص العتّالين والمشرفين على تلك العملية.

شعر بصدمة كبيرة وأصبح طوال مدة اعتقاله يبكي كالأطفال وهو يقول :

الشحنة لم يكن بها سوى المشروبات الكحولية والسجائر من أين أتت الأسلحة والمخدرات؟!

بعد التحقيق مع كل المقبوضين عليهم تم الوصول إلى أنَّ الشحنات التي كان يتمّ نقلها كل تلك السنوات ،

كان يتم بها نقل جميع أنواع المخدرات خِفية ، كي لا يطمع العتّالين بمزيد من النقود ،

وتكون المبالغ التي يتقاضونها بسيطة بالنسبة لصاحب العمل وخيالية بالنسبة لهم ؛

لكن مع نقل أول شحنة أسلحة ، تمَّ القبضُ عليهم.

مع أنه تم الوصول إلى الرأس المُدبر ، لكنه استطاع أن يشتري زوج أخت ذلك الصديق تحت التهديد بالقتل داخل السجن ،

وجعله يأخذ كل تلك التهم على عاتقه ، وبالمقابل أن يصرف على عائلته أضعافاً مضاعفة ،

وألاّ يقطع النقود عنه طوال مدة اعتقاله.

وبليلة صدور الحكم على زوجها ، دخلت بنوبة بكاء هستيرية ، وهي تقول : أنا السبب ، فقد تمَّ الحكم عليه بالسجن ثلاثون عاماً ،

مما جعلها تُصاب بأزمة نفسية شديدة ، جعلها تلتزم الجلوس في المنزل بعد أن أصبحَت سيرتهم على كل لسان ،

فلم تَسلَم لا هي ولا ابنها من نظرات الناس ، ولأنَّ ابنها لم يتم ذكره بالتحقيق ولا القبض عليه ،

استدعاه صاحب العمل بعد خروجه كي يجعله مرافقاً له مما جعل وضعها النفسي يزداد سوءاً بعد أن باءت محاولاتها بالفشل لإقناع ابنها بترك العمل.

إقرأ أيضا: قصة انتقام ثم حب قصة زواج بالإكراه الجزء الأول

فكانت تقول له بشكل يومي : ستكون نهايتك بالسجن كمساعده ، لم لا تفهم؟!

سيخرج نفسه مثل الشعرة من العجين ، ويُبقيكَ أنت بوجه النيران ، من المؤكد أنه فعل ذلك مراراً وتكراراً.

بعد أنْ ازداد خوفها من خسارة ابنها كما خَسِرَت زوجها ، أصبحَت كجثة متحركة ،

مما جعل ابنها يضعها بمصح لعلاج الأمراض النفسية ، كي يُكمِلَ عمله وهو مرتاح البال ،

لكن عندما نسيها فيه ، ازدادَ تعبها النفسي مما جعلها تَفقِدُ عقلها بشكلٍ كُلي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?