لكنها مطلقة وتكبرك بعامين ، كيف لك التفكير بتمضية ما تبقى من حياتك معها؟
وهل هذه المطلقة ليست إمرأة من حقها أن تعيش أمي؟
ثم إني أحبها ، ووجدت فيها أنس العمر الذي تمنيته.
لو كانت كذلك لما تطلقت ، من الواضح أنها زوجة فاشلة لذلك تركها من سبقك مع صغيرها ، هل ستربي أولاد الآخرين الآن؟
لم تكن زوجة فاشلة ، بل هو من لم يقدر قيمتها ، وعلي الإمتنان له من أجل هذا ،
فقد سنحت لي فرصة الإرتباط بإنسانة كهذه ، أما عن صغيرها فسيكون أعز من إبني لأنه قطعة منها ،
ويا لحظِّي لأني سأتكفل بطفل تركه والده ومضى قدما في حياته غير آبه به ،
أي أنه في حكم اليتيم أمي ، ألا تريدين لابنك أن ينال ثوابا كهذا؟
لا أريد لابني إلا أن يكون سعيدا في حياته.
وسعادتي ستكون بجانبها فقط ، صدقيني ستغيرين رأيك عندما تتعرفين عليها.
وكلام الناس؟ لن ترحمك الألسن يا عزيزي لا أنت ولا هي.
لا يهمني ، حتى لو تزوجت بكرا سيجدون شيئا ليتحدثوا عنه ، امنحيني مباركتك ، لا أريد أن أبدأ حياتي الجديدة دون رضاك.
رضخت للأمر على مضض خشية أن أخسر إبني الوحيد.
عندما قابلتها للمرة الأولى شعرت بالراحة والألفة لكني أنكرت ذلك ،
فالجميع في بدايته يكون لطيفا وحلو اللسان ، لكن نظرتي تلك تغيرت بعد الزواج ،
رأيت فيها الإبنة قبل الكنة ، لم تتذمر من الإعتناء بي يوما ، كانت تتذكر مواعيد أدويتي أكثر مني ،
وعندما أمرض أجدها بجانبي قبل بناتي ، كما تغيرت طباع إبني بفضلها ، فأصبح أكثر هدوءا وعقلانية.
إقرأ أيضا: تقول سنوات ووالدي يرفض كل من يتقدم لي
باختصار كانت كما وصفها ، خير زوجة وإبنة ، اكتشفت حينها أن المطلقة ليست بالضرورة زوجة فاشلة ،
بل فتاة خاضت تجربة فاشلة مع شخص غير مناسب.
المطلقة والأرملة بشر كسائر الناس ، فالأولى ربما خاضت تجربة فاشلة فقررت إعادة الإختيار بدل الحياة في عذاب ،
والثانية خسرت فرصتها لأن الله قدر لها أن تعيش السعادة في كنف رجل آخر.
لا تترك للمجتمع مهمة إختيار مسار حياتك بسبب ألسنتهم ، فهم لن يعيشوا حياتك بدلا عنك ، ولن يتجرعوا الألم معك.