Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
قصص منوعة

للحب الممنوع سبب الجزء الأول

للحب الممنوع سبب الجزء الأول

ولدت بعائلة متمسكة بالعادات والتقاليد لأبعد الحدود ، ومن تقاليدنا أن يتزوج شبابنا ويسكنون بمنزل العائلة ،

حتى لو كان للعائلة عشر شباب سيتزوج كل شاب بغرفته التي عاش بها مراهقته.

لحسن حظي لم يكن لوالدايَ أولاد سوى أنا وأخي التوأم عامر.

بعد أن تخرجنا من الجامعة عاد أخي وقال لوالدايَ بابتسامة عريضة : غرفتي ينقصها إمرأة.

رمقه والدايَ : ماذا تقصد؟!
أحببتُ زميلتي منذ أول سنة لنا في الجامعة اسمها سالي ، وأريد الزواج بها.

لم تقل مفاجأة والداي عن مفاجأتي ، فأنا لم أكن أعلم على الإطلاق أنه يحب فتاة.

رحَّبَ والداي بقراره وعانَقاه : أتمَّ الله لكَ الزواج على خير.

على عكس والدايَ كنتُ منزعجاً من الخبر الذي سمعته من أخي ، كونه أخفى عني هذا الأمر وكأني غريب عنه ،

وأنا الذي كنتُ أتحدث معه عن كل كبيرة وصغيرة في حياتي.

التزمت الصمت وأخفيتُ الضيق بقلبي دون أن أعاتبه ، فقد كنتُ أعلم رده حيث أنه كان سيقول :

أعتذر سامر ، فلم أخبركَ كونه لم تسنح لي الفرصة ، ولأنكَ لست بالقسم الذي أدرس به لم ترَني يوماً معها لتسألني عنها وأجاوبك.

كنتُ توأمه بكل معنى الكلمة حيث أني أعرف ماذا سيقول قبل أن يقوله وأعرف طريقة تفكيره التي تعاكسني كليا ،

فنحن متطابقان في الشكل مختلفان في العقل.

ذهبتُ مع والداي للتقدم لخطبتها ، فإذا بي شعرتُ كأني أعرفها ،

وبعد مضي وقت تذكرتُ أني رأيتها لمرة واحدة على باب الجامعة الرئيسي وشعرتُ بانجذابٍ رهيبٍ نحوها ،

فقد كان بها كل مواصفات الفتاة التي تأسر قلبي بجمال وجهها ، كم تمنيتُ لو أستطيع محادثتها لكن الظروف لم تسمح لي آنذاك.

إقرأ أيضا: يا ليتها كانت القاضية

جلستُ طوال الوقت كمن يجلس على جمر ، إلى أن انتهت زيارتنا لهم بموافقة والداها على خطبة عامر من ابنتهم ،

بعد أن اتفقا مع والدايَ على كل التفاصيل ، حينها ولأول مرة في حياتي عرفتُ معنى الحَسَد وكان أول من حسدته أخي.

طوال أشهر خطوبة أخي كان منطوياً مع هاتفه في غرفته ، منذ اللحظة الأولى التي يدخل بها المنزل ، فلم نكن نراه إلا عند تناول الطعام ،

وعندما يكون وجهه بشوشاً كنت أعرف أنه متفاهم مع خطيبته ،

أما إن رفض تناول الطعام وهو عاقد الحاجبين كنت أعلم أنهما متخاصمان.

في ليلة زفافهما كنت أشعر بمقدار السعادة التي بقلبه ، وكنتُ أقول في قرارة نفسي :

يا لجمال نصيبك ، معكَ حقٌّ أن تكون بهذه السعادة ، فلو كنت مكانك لحلقْتُ فرحاً.

أمضَيا أسبوع العسل وحدهما ، حيث أني ذهبتُ مع والداي للمبيت عند عمتي.

عندما عدنا للمنزل شعرتُ بسعادة عارمة عند رؤية زوجة أخي ، لدرجةِ شعرتُ أنَّ المنزل سعيد بوجودها به.

صافحتها مهنئاً والإبتسامة تغمر وجهي ، وقلبي يتحسّر قائلا : يا ليت لو كان هذا الجمال نصيبي.

منذ ذلك اليوم قررتُ أن أتعامل معها بشكل طبيعي ، وأُخفي أني معجبٌ بها.

مضَت أيام اجتمعنا بها جميعاً على الطعام والشراب ، ومشاهدة التلفاز ، فتعمَّدْتُ أن أفتح معها أحاديثاً متنوعة لأناقشها بأي موضوع ،

لعلها تخرج من خجلها وتنسجم معنا.

وبعد فترة قصيرة استطعتُ أن أخرجها من خجلها وأصبحنا نتحدث أنا وهي بانسجام وتفاهم وكأنَّ لا أحد بالمنزل سوانا ،

مما جعل عامر يصاب بالضيق من حديثنا معا ، حيث أنه قال أكثر من مرة متظاهراً أنه يمزح :

إقرأ أيضا: للحب الممنوع سبب الجزء الثاني

منذ بداية زواجي ، تتحدث زوجتي مع أخي أكثر مني ، حماكما الله من الحسد ، فكم تبدوان متفاهمان!

كانت تتعالى ضحكات والدايَ ثم يقولان : من الواضح أنه يغار من تفاهم الأخ مع أخته.

كنتُ الوحيد الذي أشعر بغليانه ، وكنتُ أعذره فلو أني مكانه لشعرت بالغيرة عليها من أخي ،

وبرغم ذلك لم أستطع أن أُمضي يوماً دون أن أتحدث معها وأُضحِكَها لأرى الإبتسامة على ذلك الوجه الملائكي.

بعد مضي ثلاثة أشهر ، بدأت المشاكل بينها وبين أخي ، كالمشاكل الزوجية المعتادة بين أي اثنين ،

كأن ينسى إحضار شيء طلَبَتْه منه أو أن يتكلم معها بطريقة تزعجها ،

عدا عن اختلافهما بالآراء على مواضيع كانا يعتقدان أنهما متفقان بها ،

مما جعل سالي تتجنَّب الحديث معه وتعقد حاجبيها عند دخوله البيت ، وكلما سألتها عن سبب عبوسها تجيب :

لم أستطع معرفته قبل الزواج ، فبعد أن عشنا ببيت واحد اكتشفتُ أني لا أعرفه.

مما جعلني أردُّ عليها بطريقة أتظاهر بها أني أمزح : لا يهم ، المهم أنكِ عرفتيني بعد أن عشنا ببيت واحد.

كانت تضحك كل مرة ، وتلجأ إلى الحديث معي أكثر لتنسى انزعاجها من أخي ،

وكنتُ استغل ذلك بأن أحكي لها تارةً قصة مضحكة وتارةً طرفة ، أو أي شيء أعلم أنَّ سماعه سيرسم البسمة على وجهها ،

ويجعلها تبتعد عن أخي أكثر بعد أن تبدأ المقارنات بيني وبينه.

إلى أن أُصيب هاتفها بعطل جعلها تضطر لحذف التطبيقات التي عليه ،

وعندما لم تستطع إعادة تشغيل تطبيق الدردشة بعد تحميله ، طلبَت مساعدتي ، مما جعلني أقوم بإعادة تفعليه ،

واستغليتها فرصة لتسجيل رقمي ، ثم قلت لها : لقد قمت بحفظ رقمي على هاتفكِ ،

فإنْ واجهكِ عائق باستخدام الهاتف ولم أكن بالبيت راسليني أو اتصلي بي.

ومن حينها ازداد تواصلنا أكثر فأكثر.

يتبع ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?