لماذا أربي أولادي؟
لأن الأسرة هي وحدة بناء المجتمع ، والأمة كلها ، فإصلاح حال الأمة والمجتمعات يبدأ من صلاح حال الأسرة.
لماذا أربيهم عموما؟
ولماذا أربيهم على التوحيد؟
التربية مسئوليتي ، وسأحاسب عليها أمام الله :
قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ).
قال النَّبيُّ صل الله عليه وسلم : (كلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ ،
وقال : وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا.). رواه البخاري
فالتربية والتأديب وتعليم أولادي ما يرضى الله هو سبيل النجاة الوحيد ،
فيجب أن أرسخ في نفس الطفل أننا مأمورون بتأديبه وتعليمه.
يجب أن أرسخ في نفسه أن الله جعل لنا سلطانا عليه وأمره ببرنا وطاعتنا في المعروف كله ،
وفي هذا صلاح أمر دنياه وآخرته ، فلا أسمح بكلمة أنا حر ، أو أنا من سيحاسب :
فلا شأن لكم بحالي ، وإذا قالها نرد عليه بحزم :
أنت مسئوليتُنا أمام الله ، وطالما أنك مازلت في بيتنا وتحت رعايتنا فلابد أن نوجهك ونقومك ونذكرك بالله ،
هذه وظيفتنا ، وإلا فنحن لا نقوى على نار جهنم بسبب إضاعتنا لرعيتنا.
فقد قال النبي صل الله عليه وسلم : (ما مِن عَبْدٍ اسْتَرْعاهُ اللَّهُ رَعِيَّةً ، فَلَمْ يَحُطْها بنَصِيحَةٍ ، إلَّا لَمْ يَجِدْ رائِحَةَ الجَنَّةِ). البخاري ومسلم
وفي رواية : (ما مِنْ عبدٍ يسترْعيه اللهُ رعيَّةً يموتُ يومَ يموتُ وهوَ غاشٌّ لرعِيَّتِهِ إلَّا حرّمَ اللهُ عليْهِ الجنَّةَ). صحيح الجامع
وغش الرعية يكون بعدم نصحها والتقصير والإهمال في توجيهها لما ينفعها.
وفساد أغلب الأبناء إنما هو بسبب إهمال تربيتهم كما أمر الله.
إقرأ أيضا: لا تخسروا أولادكم!
قال رسول الله صل الله عليه وسلم : (كُلّ موْلودٍ يُولدُ على الفِطرَة فأبواه يُهَوِّدانه أو يُنصِّرانه أو يُمجسّانه). متفق عليه
وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه ،
فأضاعوهم صغارا ، فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كبارا ،
كما عاتب بعضهم ولده على العقوق فقال : يا أبت إنك عققتني صغيرا ، فعققتك كبيرا ، وأضعتنى وليدا فأضعتك شيخاً )
وهذا لا يعني أنه يحل للأبناء العقوق بسبب تقصير الآباء في تربيتهم وتعليمهم.
أجر التربية عظيم :
كل نفقة ننفقها على الأبناء إذا إحتسبناها فهي صدقة ، وكل ما أعلمه لأولادي فهو في ميزان أعمالي.
وجهدي هذا عبادة لله ، قال النبي صل الله عليه وسلم : (كلُّ مَعْروفٍ صَدَقة ، والدَالُّ عَلىَ الخيرِ كَفَاعلِه). صحيح الجامع
️فحرصي على تعليمهم الفاتحة والقرآن عموما ، وكل خصال الخير هو مكسب لي.
فلنحتسب أوقاتنا وصحتنا وليس أموالنا فقط ولنربيهم لله.
( فأولادنا أمانة سيسألنا الله عنها. )
الإبن الصالح قرة عين في الدنيا والآخرة :
من المشاهد أنه لا يوجد نكد أكبر من نكد الولد الفاسد ،
وكم رأينا من يتمنى موت ولده ليتخلص من شره وأذاه ، فالولد الصالح من أكبر نعم الله علينا في الدنيا.
وبعد مماتنا فدعاء الولد الصالح يصلنا ويرفع الله به درجاتنا ، وما أحوجنا وقتها لذلك ، فلنعمل لذلك اليوم.
قال النبي صل الله عليه وسلم : (إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ :
إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ) أخرجه مسلم
قال النبي صل الله عليه وسلم : (إنَّ الرَّجلَ لتُرفَعُ درجتُه في الجنةِ فيقولُ : أنَّى هذا؟ فيقال : باستغفارِ ولدِك لكَ) صحيح ابن ماجة.