سؤال وجواب

لماذا أمر الله سبحانه بنو إسرائيل بذبح البقرة بالذات دون غيرها

لماذا أمر الله سبحانه بنو إسرائيل بذبح البقرة بالذات دون غيرها ولم يأمرهم بذبح أي حيوان آخر رغم محاولاتهم أن يغير الله وموسى حيوان آخر غير البقرة؟

عندما فر بنو إسرائيل مع موسى عليه السلام من بطش فرعون ووصلوا البحر وقد رأوا فرعون وجنوده ورائهم ،

والبحر امامهم فخافوا خوفا شديدا وعلموا أنهم مدركين لا محالة.

ولكن موسى عليه السلام قال : كلا إن معي ربي سيهدني.

فنزل جبريل عليه السلام وأمر موسى عليه السلام أن يضرب البحر بعصاه ،

فانفلق البحر فلقين وكل فلق كالجبل وبينهم أرض يابسه ليس بها أثر للماء.

وكل هذا وبنو إسرائيل رأوا المعجزة بأم عينهم ومشوا بين الفلقين على أرض يابسة واتبعهم فرعون وجنوده ،

ولما وصلوا إلى الضفة سالمين وكان فرعون وجنود في وسط المسافة ،

أمر الله سبحانه البحر أن يطبق على فرعون وجنوده فاغرقهم جميعا.

قال الله في سورة البقرة :

( وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50) وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51)

ولما نجاهم الله مروا بقوم أقاموا تمثال على هيئة بقرة وعبدوه ،

فقالوا لموسى عليه السلام إجعل لنا تمثال عجل لنعبده مثل هؤلاء القوم ، رغم أنهم رأوا المعجزة الإلهية بأم أعينهم ،

وكيف نجاهم الله من بطش فرعون وكيف شق الله البحر لهم!

ولما ذهب موسى عليه السلام لميقات ربه وغاب عنهم أخذوا الذهب الذي أخذوه من المصرين عند هجرتهم مع موسى عليه السلام ،

إقرأ أيضا: خليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه

صنعوا من هذا الذهب تمثال على هيئة عجل وعبدوه!

والذي صنعه السامري قال الله في سورة البقرة :

((( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ))) (93)

هذه نبذة مبسطة عن تعلقهم بعبادة العجل ، فهم مؤمنين بعبادة العجل أكثر من إيمانهم بعبادة الله سبحانه.

لذلك أمرهم الله بذبح البقرة ليختبرهم إن كانوا تخلوا عن عبادة البقرة ،

1 3 4 10 1 3 4 10

ولندخل في قصة البقرة.

قال الله في سورة البقرة :

وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67)

قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68)

قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69)

قالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70)

قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآَنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71)

وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (72)

فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73 )

وهنا نعرف لماذا تماطلوا في ذبح البقرة.

والقصة أن رجل ثري جدا من بني إسرائيل إسمه ( عاميل ) كان له إبنة جميلة جدا ،

وكان إبن أخيه صعلوق ليس على خلق فأراد أن يتزوج إبنة عمه ويستولي على ثروة عمه بعد موته.

إقرأ أيضا: يقول الشيخ زغلول النجار كنت أقرأ سورة الرحمن يوما ما

فرفض عمه قبوله كزوج لابنته ! فقال لعمه إذ لم تزوجني إبنتك سأقتلك وأتزوجها وأستولي على كل ثروتك.

فرفض عمه فقتله وذهب إلى قومه يبكي ويتظاهر بأنه حزين على مقتل عمه ،

وكان بين قبيلته وقبيلة أخرى عداوة فاتهمها بقتل عمه ظلما.

وعندما تقابل القبيلتين إختلفوا فقال راشد منهم لماذا نتحارب وفينا رسول الله.

فذهبوا إلى موسي عليه السلام وقصوا له القصة على أمل أن يعرف القاتل أو يحكم بينهم ،

فقال لهم ( اذبحوا بقرة) فظنوا أن النبي يستهزء بهم.

وعندما عرفوا أنه أمر الله إستغربوا لماذا البقرة بالذات وهي في قلوبهم ( إله )

فلوا أتوا بأي بقرة وذبحوها لانتهت المشكلة.

ولكن تماطلوا ظنا منهم أن يغير الله البقرة بحيوان آخر فطلبوا منه أن يصف البقرة أهي كبيرة أم صغيرة؟

فقال لهم أنها لا فارض ولا بكر عوان ( يعني بقره وسط لا كبيرة ولا صغيرة.

فطلبوا منه أن يعرفوا لون البقرة ! فقال لهم إنها بقرة صفراء فاقع لونها والأمر إلى هنا سهل جدا ،

ولكن إمتنعوا ظنا منهم أن الله يمكن أن يغير البقرة بحيوان آخر ،

لأن البقرة في قلوبهم وعقولهم( إله ) وطلبوا زيادة في وصف البقرة!

ولم يراعوا أنهم يطلبوا من الله عز وجل
فالله سبحانه صعبها عليهم جدا فأعطاهم وصف في أخلاق البقرة ،

كما موضح في الآيات.

فبحثوا عنها في كل مكان ولم يجدوها إلا عند إمراة توفى زوجها الصالح وله أولاد ولم يترك شيء آخر غير هذه البقرة.

فعرضوا عليها شرائها بثمن بخس لأن بها عيوب في أخلاقها ( لا تسقي الحرث )ولا هي زلول ( غير مطيعة ).

وهم يعرفون أنها إمراة مسكينة ولها أيتام.

فالمفروض أن يساعدوها بدل أن يبخسوا في ثمنها وهم يعرفون إن لم ينفذوا أمر الله سيحل بهم عذاب.

إقرأ أيضا: فهل يصر أحد بعد ذلك على جمع الصلوات

فقالت أعطوني فرصة للتفكير لأن هذه البقرة ملك الأيتام.

وجاء رجل صالح يعرف القصة كلها ويعرف مدى حاجة بنو إسرائيل لهذه البقرة.

فقال للمرأة لا تبيعهم البقرة حتى تضعي البقرة في كفة ميزان وفي الكفة الأخرى يضعوا وزنها ذهب!

وقد فعلوا حتى حصلوا على البقرة وذبحوها ،
وكان القتيل قد تعفن وظهر الدود منه ،

فقال الله إضربوه ببعضها ولم يذكر أي عضوا من اعضاء البقرة

( كي لا يفعل الناس بعد ذلك عندما يموت ميت يضربوه بهذا العضو)

فعندما ضربوه بهذا العضو وقال له موسى عليه السلام ( أحيي بأمر الله )

دخل الدود داخله وبدأ أثار التعفن تختفي تدريجيا حتى ظهر كأنه مات الان ، ثم أحياه الله وجلس وهو حي.

فسأله موسى عليه السلام سؤال واحد( من قتلك ؟)

فقال وأشار بيده إلى إبن أخيه هذا الذي قتلني ، إبن أخي.

فقال له موسى عليه السلام مت بأمر الله فمات في الحال وبهذا قد حل النزاع بين القبيلتين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?