لماذا سمي أبو لهب بهذا الإسم في القرآن ، ولم يسم باسمه؟
أبو لهب كان شديد الجمال ، ووجهه كان شديد البريق والوسامة ، حتى أطلقوا عليه في الجاهلية هذا الإسم ،
وكانت كنيته أبو لهب ، مع أن اسمه كان (عبد العزى).
كان شديد الحمرة ، وكان جميل الوجه ، وإذا غضب صار وجهه من شدة احمراره مثل اللهب .
إذن فلم ذكره القرآن بكنيته ، أبي لهب؟ ، ولم يذكره باسمه؟!
أولاً : لأن القرآن الكريم ما كان ليذكر اسم عبد لغير الله ، وكان اسمه (عبد العزى)،
ثانياً : لأنه أشتهر بكنيته بين الناس أكثر مما اشتهر باسمه ،
ثالثاً : وهو أكثر ما أعجبني من تفسير الإمام القرطبي رحمه الله ،
سبحان الله ، هذا الرجل كان غاية في الجمال والوسامة ، واشتهر بهما بين قومه فلم يغنيا عنه من الله شيئاً.
وأبو جهل كان اسمه بين الناس ، (أبا الحكم) ، لرجاحة عقله وحكمته ،
فلما كفر سمي بأبي جهل ، ولم يغن عنه عقله وحكمته من الله شيئاً ،
فهل يحمل لنا هذا أي معنى؟
كان لأبي لهب ثلاثة أبناء : عُتبة ، متعب ، عُتيبة
أسلم الأولان يوم فتح مكة
وأما ( عُتيبة ) فلم يُسلم.
وكانت ( أم كلثوم ) بنت الرسول صل الله عليه وسلم عنده ،
وأختها ( رقية ) عند أخيه ( عُـتبة ).
فلما نزلت سورة ( المسد ) في حق ( أبي لهب )،
إقرأ أيضا: آمنة بنت وهب المعروفة بزهرة قريش
قال أبوهما : رأسي من رأسيكما حرام ، أي لا أراكما ولا أكلمكما إن لم تطلقا إبنتي محمد ، فطلقاهما .
ولما أراد الشقي ( عُتيبة ) الخروج إلى الشام مع أبيه قال :
لأتين محمد فلأوذينه في نفسه ودينه ؛
فأتاه فقال : يا محمد ، إني كافر بالنجم إذا هوى ، وبالذى دنا فتدلى ، ثم بصق أمامه وطلق ابنته ( أم كلثوم ) ؛
فدعا عليه رسول الله صل الله عليه وسلم وقال :
( اللهم سلط عليه كلباً من كلابك )ز؛ فافترسه الأسد !
وهلك أبو لهب بعد وقعة بدر بسبع ليالي بمرض معد يسمى:
( العدسة ).
وبقى ثلاثة أيام لا يقربه أحد حتى أنتن ؛ فلما خاف قومه العار حفروا له حفرة ودفعوه إليها بأخشاب طويلة غليظة ؛ حتى وقع فيها ،
ثم قذفوا عليه الحجارة حتى واروه فيها ، ولم يحمله أحد خشية العدوى.
فهلك كما أخبر عنه القرآن الكريم ومات شر ميتة.
زوجة أبو لهب
أما زوجته فهي ( أم جميل ) ، وكانت عوراء والأولى أن تسمى ( بأم قبيح )؛
وقد ذكرت في سورة المسد بحمالة الحطب ،
فقد كانت تحمل حزمة من الشوك والحسك فتنثرها بالليل في طريق النبي صل الله عليه وسلم لإيذائه ، فقد كانت خبيثة مثل زوجها ،
وكانت تمشى بالنميمة بين الناس ، وتوقد نار البغضاء والعداوة بينهم ،
ويحكى أنه كان لها قلادة فاخرة من جوهر ،
إقرأ أيضا: من روائع الاعجاز اللغوي
فقالت : واللات والعزى لأنفقها في عداوة محمدر، فعاقبها الله حبلاً في عنقها من مسد جهنم.
ومن عجائب القصص والأخبار أن امرأة ( أبي لهب ) لما سمعت ما أنزل الله في حق زوجها وفيها أتت رسول الله صل الله عليه وسلم وهو في المسجد الحرام ومعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه،
وفى يدها فهر ، أي : قطعة حادة من الحجر ، تشبه السكين ،
فلما دنت من الرسول صل الله عليه وسلم ، أعمى الله بصرها عنه ، فلم تر إلا أبا بكر ، فقالت :
يا أبا بكر، بلغني أن صاحبك يهجوني أنا وزوجي ، فوالله لئن وجدته لأضربن بهذا الحجر وجهه ، ثم أنشدت !
( مُذمماً عصينا وأمره أبيناز، ودينه قلينا )، أي : أبغضنا، ثم أنصرفت.
فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : يا رسول الله ، أما تراها رأتك؟ قال : ما رأتني ، لقد أعمى الله بصرها عني.
وكان المشركون يسبون الرسول صل الله عليه وسلم ويقولون :
( مذمماً )، بدل قولهم ( محمداً )!
فقال رسول الله صل الله عليه وسلم : ألا تعجبونر!، كيف صرف الله عني أذاهم ؟، إنهم يسبون ويهجون ( مذمماً )، وأنا محمد.
صل الله عليه وسلم.