![](https://i0.wp.com/tfa9eel.com/wp-content/uploads/2022/10/pexels-ahmet-polat-5226142-scaled.jpg?resize=780%2C470&ssl=1)
لماذا لا يستجيب الله دعائي؟!
ربنا الرحيم الودود جل جلاله.
ولقد يكون تأخر الإجابة سدًّا عظيما بين يدي بلاء شديد كان سيهدم بنيانك لو لم يكرمك الله عز وجل بدعائه ،
فإن الدعاء قد يصرف الله تعالى به من السوء عن العبد ؛ ما لا يعلمه إلا الله سبحانه.
ويجلس العبد المسكين ليس يدري لطف ربه وإحسانه إليه ، ويقول : لم يُستجب لي!
ولقد يكون في تأخير الإجابة تذليلُ القلب ، وإلانتُه ؛ فينعم الله جل جلاله على عبده نعمتين :
نعمة القلب الذي أذلّته الحاجة لربّه فصار ربّانيًّا ، ونعمة قضاء تلك الحاجة.
وقد يكون تأخير الإجابة تأديبا للنفس وكسرا لرعونتها ، واختبارًا من الرّبّ سبحانه لصدق المُقبل عليه ،
والذي إنما أتى ليقضي حاجته ثم يعرض عنه!
وقد يكون تأخير الإجابة هو عين الخير الذي لو تعجّل للعبد ؛ لحاقَ به من الضنك والضرّ ما يجعل حياته ألمًا عاجلًا وسعيرًا مختنقًا!
فيقول بعد ذلك : ليت ربّي ما أجابني!
وقد يكون تأخير الإجابة ليبعث الله في قلبك بصرَ التفتيش في أعمالك ومالِك وشأنِك كلِّه ؛ فتصلح الخلل ،
وتستشفي من العلل الخفية التي كان التأخير بسببها.
وقد يكون تأخير الإجابة ليُطعم قلبَك حلاوةَ مناجاته وجمالَ الإقبال عليه سبحانه ،
فلو تعجّل قضاء حاجتك ؛ لبقي قلبُك حيث هو في غفلته وجفائه!
ولقد يؤخّر الإجابةَ لتعظم النعمة بها ؛ فينطق القلب بالشكر والثناء على الله عَزَّ وَجَل ،
فلو كانت معجّلةً ؛ لما أحسّ العبدُ شرفَ النعمة!
والأصل: أن ربّك جل وعلا كريمٌ جميل ، قريبٌ مجيب ، وأنّك عبدُه!
فأحسِن به الظنَّ ولا تغادرْ بابَ الذِلّةِ بين يديه ضارعًا مُخبِتًا مستغفرًا.