لماذا نبدوا أثمن حين نموت
لماذا نبدوا أثمن حين نموت
لماذا حين نموت نبدو للآخرين شيئا ثمينا فقدوه وللتو شعروا بقيمته ، ثم يفتشون في حياته الماضية وذكرياته .
وتفاصيل عباراته وأدق حركاته ، ثم يسرعون في البكاء علينا ، ويتلمسون آثار خطواتنا وذكرياتنا.
يقلبون دفاتر أيامنا وألبومات صورنا ، ويضعونها في أيقونات صور برامج التواصل الإجتماعي.
يكتبون فينا الكلام الجميل والنثر البديع ، وتبدأ أوجه وعلامات الحزن شاهدة في كل مناسبة وكل ناحية من روتين حياتهم.
لم يكن شيئا عسيرا ، أن يفعلوا ذلك ونحن أحياء.
أن يبوحوا لنا بحبهم ، وأن يشعروا بالندم حيال أخطائهم وخيباتهم المتكرر.
ليس بالأمر الصعب أن يبادلونا الحب والضحكات واللحظات السعيدة التي نحلم بها.
أن يكونوا أصدقاء قريبين كما يجب حين نموت نكون أثمن بالنسبة لهم.
نكون شيئا يستحق البكاء بحرارة فقط حين يغلق دوننا ودونهم باب الموت.
الخلاصة
نحن في هذه الحياة ضيوف فقط ، ندخل العالم فترة من الزمن وتسحب منا ورقة العمر ،
هي لحظات بسيطة ، نقضيها في دروبها ومتاهاتها ولا نعلم متى يقال فلان رحل وفلان مات.
إنها جسر موصل بين ولادة ووفاة ، ولا نعلم كم طول هذا الجسر.
اليوم قد يكون أحباؤنا قريبين لكنهم سيكونون قريبا بعيدين ، وحينها سنتألم كثيرا لأننا لم نودع في آذانهم وقلوبهم مشاعرنا.
سنندم على أننا لم نمض معهم الوقت الذي يليق بأهميتهم في حياتنا ومحبتنا لهم.
نعتقد دائما أن الغد سيمنحنا وقتا كافيا لنستمتع فيه مع أحبتنا ،
لكن ترحيل أمنياتنا إليه هو أكبر خدعة صنعناها في التاريخ.
إنه يمنحنا ذريعة لقتل الفرص العظيمة المتاحة لنا اليوم.
لقد وفرنا له كل السبل لسرقة لحظاتنا الجميلة.
إن أسوأ شيء نرتكبه في حقنا أن نضع أمنياتنا في حقائب الغد.
إحملوا أمنياتكم على أكتافكم ، دعوها ترافقكم هذه اللحظة وكل لحظة.
أكتبوا واخرجوا واستمتعوا مع أحبتكم اليوم ، عيشوا اللحظة الآن حتى لا تظلوا بقية حياتكم مسجونين خلف قضبان الندم
كونوا قريبين من زوجاتكم وأزواجكم واولادكم وأمهاتكم وأرحامكم ومن تحبون ، قبل أن يطرق باب الفراق حياتكم.