لماذا هم في حياتي
لماذا هم في حياتي
أحيانا يضع الله في طريقك أشخاصا تبتلى بهم ؛ فهل تعلم أن سبب وجودهم في حياتك هو لصالحك ؛ كي تصلح ما بداخلك !
قد تتعامل أحيانا مع شخص عصبي ؛ فتتعلم الصبر ، أو شخص آخر أناني ؛ فتتعلم الحكمة ؛ وقس على ذلك باقي الصفات المزعجة.
كن على يقين بأن الله سبحانه يعالجك أنت ، من خلال هؤلاء الأشخاص والمواقف المزعجة التي تصدر منهم.
عليك أن تكون متفهما ؛ وانظر لكل شخص يدخل في حياتك ؛ كأنه الخضر بالنسبة لموسى عليهم السلام.
وقل في نفسك : ماذا سأتعلم من وجود هذا الشخص في حياتي ؟
ما هي الرسالة التي ستصلني من مرور هذا الإنسان في حياتي؟
وأحيانا يحصل العكس.
فتلتقي بأشخاص يكونون في غاية الروعة ، والطيبة ، والعطاء ؛ فتعزهم ، ويعزونك ،
وبعد إرتياحك لهم تنقلب الصفحة ، وتظهر أمور مزعجة ، وتتبدل الأحوال!
ما هو السبب وراء ذلك ؟!
وما هي الحكمة يا ترى من ذلك ؟!
فقط عليك أن تتذكر أن هؤلاء أيضا هم علاج لك.
إذا كان الناس كلهم رائعين ؛ فكيف ستتعلم الصبر ، والحكمةز، والرحمة ، والتسامح ، والحكمة في التعامل ؟
لو رأيت ما يزعجك من تصرفاتهم من البداية كنت إبتعدت عنهم ؛ ورفضت صحبتهم.
وكمثال لو صاحبت شخصا سريع الإنفعال ؛ فإنه سيجعلك تنتبه لكلامك وتختار ألفاظك قبل التلفظ بها ،
وهذا أمر حسن ، وبذلك تكون قد إتصفت بفضيلة لم تكن عندك.
إقرأ أيضا: هل سمعتم سابقا عن مصطلح شجاعة الجهل
نحن غالبنا قلوبنا ضيقة ؛ فلا ندخل في قلوبنا إلا أشخاصا بصفات محددة مسبقا!
والله تعالى بواسع علمه ؛ يريد أن يوسع قلوبنا للناس ، لبعضنا البعض ، فتكون مصدر حب لكل الناس وتقبل لهم.
تأكد أن كل شخص مختلف عنك ؛ هو بالنسبة لك (دواء تحتاجه في رحلة علاجك لصفاتك وتحسين طبائعك ).
الله تعالى قادر على أن يحيطك بأناس يشبهونك تماما ؛ ولكن هذا الأمر ليس فيه لك أدنى مصلحة وفائدة ؟!
جاهد نفسك ضد الإدانة ؛ جاهد نفسك ضد إصدار الأحكام على الناس ؛
وجاهد نفسك ضد سوء الظن ، جاهد نفسك ضد الغيرة ؛
ومع كل شخص مختلف عنك عليك أن تفهم غضبك.
كن صادقا مع نفسك ؛ واسألها ما هو السبب الحقيقي لغضبك من هذا الموقف ، من هذا الشخص؟
لا تفتح سيناريوهات مع الشيطان ، لا تكسر المحبة ، ولا تتسبب بأدنى ألم للآخرين ؛ سواء بالتجريح بالكلام ؛
أو الإساءة ، والقسوة بالتصرفات والأحكام.
دوما حكِّم عقلك.