لماذا يبذلون كل هذا الجهد لصرف الناس عن العبادة في رمضان؟
لماذا يبذلون كل هذا الجهد لصرف الناس عن العبادة في رمضان؟
لماذا يحاولون ألا يبقوا لنا مقدار طرفة عين من ليل أو نهار نمتع فيها أعيننا بالمصاحف أو نطلق ألسنتنا بالذكر؟!
عشرات السنين ، بل مئات السنين ، وهم لا ييأسون!
وكل عام يجددون ، وفي إنفاقهم يزيدون ،
في كل أرجاء أمتنا ، هناك شعار ثابت كل عام :
لن نترك لكم رمضان!
بحثت فوجدت أن الله تعالى جعل في رمضان مجالا هائلا للطاقة الروحية التي تحتاجها الأمة لتجدد خلايا إيمانها ، وتعود إلى ربها ،
بل وتنتصر على عدوها مهما كان ضعفها وقوته.
ملايين العصاة تابوا في رمضان ، عشرات البلدان فتحت في رمضان ، ملايين النفوس المتشاحنة تصافت في رمضان.
مليارات الجنيهات خرجت من أصحابها بسخاء نفس عجيب في رمضان.
لأن طمأنينة الدنيا ، وسكينة القلوب ، الناتجة عن الجو الرمضاني الإيماني الجميل يفعلون في الناس أكثر من ذلك.
وجدت كذلك أن القرآن المنبعث من مآذن التراويح ، ونوافذ البيوت له تأثيره وسحره الذي لا يقاوم ،
فكان لا بد أن يحال بين الناس وبينه ، بالمنع أو الإشغال وصرف القلوب.
تماما كما حكى القرآن : “وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون”
وهكذا فعل الأولون ولحق بهم الآخرون من المجرمين.
في الماضي صفير وتصفيق وسخرية ممن كان يقرأ في مكة ،
واليوم مسلسل وفيلم ، وبرامج ساخرة تناسب كل الأعمار والأجناس.
إقرأ أيضا: كيف أعرف أنني مكتوب من السعداء أو من الأشقياء؟
كل هذا وما زال رمضان فينا يقاوم ، وداعي الإيمان فينا يقاوم ، والمصحف في البيوت ما زال يغالب الغانيات والداعرات في التلفاز ،
لأنها معركة وجودية ، ورمضان أقوى ساحاتها ،
والمطلوب منك ، أن تنتصر عليهم في نفسك أولا ثم في أهل بيتك.
أن تنصر المصحف على الغانية بين الجيران والأهل والأصحاب ، بالتذكير وبالتبصير ،
فساعة أن يستسلم حملة المصاحف لدعار البرامج والمسارح يكون أبو جهل قد انتصر على ابن مسعود عند الكعبة.
وابن مسعود الأول غلبهم ورفع صوت القرآن رغما عنهم ، فلا يكونن ابن مسعود الأخير أقل عشقا للقرآن منه.
رمضان ميدان حرب لو كنت تعلم ، فجاهدهم فيه ما استطعت.