إسلام

لما جيء بسبايا بني طيء إلى المدينة المنورة

لما جيء بسبايا بني طيء إلى المدينة المنورة وأدخل السبي على النبي صل الله عليه وآله وسلم ،

دخلت مع السبايا سفانة بنت حاتم الطائي وكانت امرأة عيطاء لعساء ، عيناء

و العيطاء : الطويلة المعتدلة بين النساء ، واللعساء : جميلة الفم والشفتين ، و العيناء : واسعة العينين

فعجب الحاضرون من حسنها وجمالها ، فلما تكلمت نسوا حسنها وجمالها ، وذلك لعذوبة منطقها !

فقالت :
يامحمد هلك الوالد ، وغاب الوافد ، فإن رأيت أن تخلي عني ولا تشمت بي الأعداء من قبائل العرب ،

فإني ابنةُ سيد قومه ، وأن أبي كان يُحب مكارم الأخلاق ، وكان يُطعم الجائع ، ويفكُ العاني ويكسو العاري ،

وما أتاهُ طالب حاجة إلا ورّدهُ بها معززاً مكرّماً .

فقال النبي صل الله عليه وسلم:
من والدك و من وافدك ؟

قالت: والدي حاتم بن عبدالله الطائي ، ووافدي أخي عدي بن حاتم .

وكان عدي قد فرّ الى الشام بعد هزيمة قبائل بني طي أمام المسلمين في السنة التاسعة من الهجرة ،

ثم تنصّر هناك وإلتجأ إلى ملك الروم ، فقال صل الله عليه وسلم:
فأنت ابنة حاتم الطائي ؟

قالت : بلى ،

فقال صل الله عليه وسلم :
يا سفانة هذه الصفات التي ذكرتيها إنما هي صفات المؤمنين ،

ثم قال لأصحابه : أطلقوها كرامة لأبيها لأنه كان يحب مكارم الأخلاق!!

فقالت:
أنا ومن معي من قومي من السبايا والأسرى ؟

فقال صل الله عليه وسلم:
أطلقوا من معها كرامة لها ولأبيها ،

ثم قال صل الله عليه وسلم :
[أرحموا ثلاثاً ، وحق لهم أن يُرحموا :
عزيزاً ذلّ من بعد عزّهِ ، وغنياً افتقر من بعد غناه ، وعالماً ضاع ما بين جُهّال ]

فلما رأت سفانة هذا الخلق الكريم الذي لا يصدر إلا من قلبٍ كبير ينبض بالرحمة والمسؤولية ،

إقرأ أيضا: لوط عليه السلام

قالت وهي مطمئنة :

أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله ، وأسلم معها بقية السبي من قومها ،

وأعاد رسول الله صل الله عليه وسلم ماغنمه المسلمون من بني طيئ إلى سفانه، ولما تجهزوا للرحيل قالت سفانة :

1 3 4 10 1 3 4 10

يا رسول الله إن بقية رجالنا وأهلنا صعدوا إلى صياصي الجبال خوفاً من المسلمين فهل ذهبت معنا وأعطيتهم الأمان حتى ينزلوا ويسلموا على يديك فانه الشرف ؟

فقال صل الله عليه وآله وسلم :
سأبعث معكم رجلاً من أهل بيتي دعوته كدعوتي يحمل إليهم أماني ، فقالت من هو يا رسول الله ؟

قال: علي بن أبي طالب

ثم أمر النبي أن يجهزوا لها هودجاً مبّطناً تجلس فيه معززة مكرمة وسيرها مع السبايا من قومها

ومعهم علي بن أبي طالب حتى وصلوا إلى منازل بني طي في (جبل أجأ)

ونادى الإمام علي بأمان رسول الله بأعلى صوته حتى سمعه كل من في الجبل ،

فنزلت رجال طي وفرسانها جماعات وفرادى إلى الوادي فلما وقعت أبصارهم على نسائهم وأبنائهم وأموالهم وقد عادت إليهم بكوا جميعا

وألتفوا حول الإمام وهم يرددون الشهادتين ،

فلم يمض ذلك اليوم إلا ودخلت كل قبيلة بني طي في الإسلام ،

ثم بعثت سفانة الى أخيها عدي تخبره عن عفو رسول الله صل الله عليه وسلم وكرمه وأخلاقه ، وحثتهُ على القدوم إلى المدينة المنورة ومقابلة النبي الكريم.

والإعتذار منه والدخول في الإسلام ، فتجهز عدي من ساعته وقصد المدينة ودخل على رسول الله صل الله عليه وسلم

وأسلم على يديه الشريفتين ،ثم عاد الى قومه معززاً مكرماًً وصار بعد ذلك من خيار المسلمين .

هكذا نرى كيف أن هذا الخلق النبوي قد جعل من الناس العصاة بشر طائعين مسلمين

هذا هو الإسلام الحقيقي ومن تخلق بعكس ذلك فهو ليس من الإسلام في شيء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?