لما رأى سيدنا يوسف أخاه حزينا وحيدا
لما رأى سيدنا يوسف أخاه حزينا وحيدا ، سارع بجبر خاطره وكشف هويته له ؛ لتطمئن نفسه ، وقال له :
“إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ”
جبر الخواطر وتطييب النفوس من صفات الأنبياء ومن ساروا على نهجهم كانوا من الأتقياء.
ما كان عثمان بن عفان ينساها لرسول الله صل الله عليه وسلم يوم تخلّف عثمان عن بيعة الرضوان ،
فيضع النبي يده الأخرى قائلا : وهذه يد عثمان.
وما كان كعب بن مالك ينساها لطلحة يوم أن ذهب إلى المسجد متهللا بعد أن نزلت توبته ،
فلم يقم إليه أحد من المهاجرين إلا طلحة قام فاحتضنه وآواه بعد غياب واقتسم معه فرحته.
وما كانت عائشة تنساها للمرأة التي دخلت عليها في حديث الإفك ، وظلت تبكي معها دون أن تتكلم وذهبت.
إنما الرفاق للرفاق أوطان ، يقيلون العثرات ، ويغفرون الزلات ، يوسعونهم ضمًا ويغدقون عليهم الحنان ،
يحلون محلهم إذا تغيّبوا ، ويحسنون بهم الظنون ، والبر لا يبلى ، والنفوس تحب الإحسان ، والله من قبل يُحب المحسنين.
يقول سفيان الثوري :
ما رأيت عبادة أجمل وأعظم من جبر الخواطر.
أن تكون قلبا لمن فقد قلبه ، أخا لمن فقد أهله ، نبراسا لمن أضاع دربه ، بصيرة لمن تاه ،
سند وعضد لمن خارت قواه ، نهوض للمُتعثر ، متنفس للمختنق ،
قارب نجاة لمن أوشك على الغرق ، ذاك هو جبر الخاطر الذي ينجيك في جوف المخاطر.