Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
قصص منوعة

لم أخبر أولادي قط عن ماهية وظيفتي

لم أخبر أولادي قط عن ماهية وظيفتي ، لم أرد يوما أن يشعروا بالخجل بسببي.

فعندما كانت تسألني إبنتي الصغيرة عن عملي ، كنت أخبرها بتردد أني مجرد عامل يدوي.

وقبل أن أعود إلى منزلي يوميا ، إعتدت الإستحمام في أحد الحمامات العامة ، حتى لا يعرفوا ماذا كنت أفعل.

أردت إرسال جميع بناتي إلى المدرسة ، أردت تعليمهم ، أردتهم أن يقفوا أمام الناس بكل كرامة وإعتزاز.

لم أرد أن ينظر إليهم أحد باحتقار ، كما يفعل الناس معي ، لقد إعتادوا على إهانتي دوما.

إدخرت كل قرش ممكن من دخلي من أجل تعليم بناتي.

لم أشتري قميصا جديدا قط ، بدلا من ذلك كنت أشترى كتبهم الدراسية.

الإحترام ، هذا ما تمنيت أن يكنوه لي ، في الحقيقة ، كنت عامل نظافة.

في اليوم السابق لموعد تقديم إبنتي الأولى في الجامعة ، لم أتمكن من توفير رسوم القبول ، لم أستطع العمل في ذلك اليوم.

فجلست بجوار القمامة محاولا أن أخفي دموعي.

كان زملائي ينظرون لي ، لكن لم يقترب مني أحد منهم أو حاول التحدث معي.

لقد فشلت في تحقيق حلمها بدخول الجامعة ، وكنت أشعر بالحزن وانكسار القلب.

لا أعلم كيف سأواجه إبنتي اليوم وكيف سأجيبها عندما تسألني عن تلك النقود بمجرد دخولي المنزل!

لقد ولدت فقيرا ، وكنت مؤمنا أنه لا يمكن أن يحدث شيء جيد لشخص فقير ، وخاصة شخص مثلي.

وبعد العمل ، تقدم نحوي جميع زملائي وقبل أن يتحدثوا بشيء ، جلسوا إلى جواري على الأرض وسألوني : هل تعتبرنا إخوة لك!؟

وقبل أن أجيب ، وجدتهم يمدون إلي أجر عملهم في ذلك اليوم.

إقرأ أيضا: إنتهت إجازته وركب الطاىٔرة عاىٔدا إلى بلده

وعندما رفضت ، واجهوني قائلين : سنجوع اليوم إذا تطلب الأمر ،

لكن لابد أن تذهب إبنتنا إلى الجامعة ، فانهمرت بالبكاء ولم أستطع الرفض.

في ذلك اليوم ، لم أذهب للإستحمام كعادتي قبل العودة إلى المنزل.

لقد رجعت كعامل النظافة المتسخ الذي كنت عليه دوما.

الآن ، ها هي إبنتي على وشك الإنتهاء من دراستها الجامعية.

ثلاثة منهن لم يسمحوا لي بالذهاب للعمل مرة أخرى.

إبنتي لديها الآن عمل بدوام جزئي بجانب الجامعة والثلاثة الآخرين لديهن منح جامعية مجانية.

أحيانا ، تأخذني إبنتي لمكان عملي القديم ، من أجل تقديم الطعام لكافة زملائي القدامى.

أحدهم وجد الأمر مضحكا وسألها : لماذا تُقدمين لنا كل هذا الطعام؟!

أخبرتهم إبنتي أن جميعكم تضورتم جوعا يوما حتى أستطيع أن أصير ما أنا عليه الآن ،

فأدعوا الله أن أتمكن من إطعامكم جميعا كل يوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?