Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الحب في الحياة

لم أكن أحب أخي

لم أكن أحب أخي، كرهته جدا فقد كان دوما المفضل عند الجميع، جدي يحبه، أمي تنحاز له، حتى أبي يأخذه معه أينما ذهب متجاهلا وجودي ،

وبالرغم من أنني ابنتهم الصغيرة، لم أنل دلالا بقدره، فقد كان يستحوذ على كل شيء،

الحب، الاهتمام، الرعاية، والأفضلية في كل شيء، و ما زاد من نقمي عليه معاملته المجحفة بحقي،

فقد كان دوما يتعمد إغضابي واللعب على وتر جنوني.

حين وقع ذلك الحادث له وأخبروني أنه مات لم أفهم ما يقصدونه بالموت فعلا،

لكنني فرحت جدا لما علمت أن معناه هو اختفاء ذلك الكائن المزعج للأبد وخروجه من حياتي.

كنت سعيدة جدا فسأنعم بالغرفة الواسعة لوحدي وسأرتاح من صوت شخيره المزعج.
سآخذ ألعاب الفيديو كلها.

من اليوم لن أضطر لتقاسم الشوكولا خاصتي،

سيحتضنني أبي أنا فقط وسأغدو مدللته الأقرب والأحب لقلبه ، لن تصيح أمي في وجهي بسببه،

حتى جدي سأكون حفيدته الوحيدة بعد الآن وسأحظى بكل دلاله.

يومان مرا وأنا أخفي لمعة الفرح في عيناي غصبا،

خوفا من غضب والداي اللذان أعلنا الحزن والنحيب منذ ذهابه،

لكنني أعيش أفضل أيامي إنها السعادة المطلقة بحق.

لكن اليوم قام ابن الجيران بالتنمر علي ودفعني لأسقط على الأرض بقوة،

صرخة من الأعماق انطلقت دون شعور مني ناديت فيها أخي ففي العادة كان يلقنهم درسا،

لكنني تذكرت هو رحل ولن يعود.

إقرأ أيضا: تربيت في بيت يخلو الحب منه

سألتنا المعلمة اليوم عن أكثر لقب نحبه لقد كان أميرتي لكن لم يعد أحد يناديني به منذ غاب أخي.

الشوكولا لم تعد بتلك اللذة، كان لها طعم آخر حين كنا نتشاجر لأجلها.

الغرفة أصبحت باردة جدا، كان لوجوده دفئ خاص.

أنفاسه العالية وإن كانت شخيرا كانت تطمئنني أما الآن فأنا بت أخاف كثيرا لوحدي.

أسبوعين فقط مرا لكنهما مرا على قلبي كنجم دهري غشا نور سماء الدنيا فاكفهرت أبدا.

يومها خرجت من غرفتي وتوجهت إلى أبي أحاول مدارات سيل عبراتي

أبي، لم أعد أرغب في لعب هذه اللعبة، إنها سيئة جدا وغير مسلية، أبي،

الموت سيء جدا لا أريده، أطلب منه الذهاب، وأخبر أخي أن يعود.

ليعد فقط وأنا أتنازل له عن حصتي من الحلوى وجميع ألعابي،

حتى أنني لن أخبره بأن أنفه طويل ولن أزعجه أبدا، أتعلم سأتنازل له عن حصالتي كلها ليشتري الدراجة التي يريد.

فقط أخبره أن يعود.
إجهاش أمي بالبكاء لحظتها، والدمعة المنكسرة والصمت الطويل في عيون أبي

أخبراني أن الغائب لن يعود مهما قدمت من تنازلات.

وأنني مجبرة من اليوم على التعود على البرد والخوف والكبر فلم يعد هناك سند.

من يومها وأنا أفتش بين طيات الحياة وفي وجوه البشر عن ظهر أميل عليه حين تعبي فلا أجد سوى تراب قبره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?