إسلام

لم يؤذ النبي صل الله عليه وسلم أحد في المدينة المنورة

لم يؤذ النبي صل الله عليه وسلم أحد في المدينة المنورة كما أذاه أبي بن سلول.

خذله يوم أحد إذ عاد بالجيش ، وخذله أيام الخندق عندما إنسحب فجأة ومضى يوهن عزيمة الناس في جو ملبد بالخوف والبرد والقلق.

سبه علانية أمام الناس قبل أن يفعل فعلته الشنيعة بالتطاول على شرف حبيبته عائشة.

لم ير النبي كل هذا ، ولكن كل ما رآه وأحزنه هو عبد الله بن عبدالله بن أبي سلول ،

إبن المنافق الذي أسلم واتبع النبي بحب.

كان فؤاد الرجل يتقطع بين حبه لأبيه وحبه لنبيه ، والنبي يرى ذلك ويحزن له.

جاء الإبن يوما ليخبر النبي بشيء ، أنه جاهز لقتل الأب لو أمره الرسول ،

وحجته أنه لن يسمح لأحد أن يمس أباه وسينتقم منه وعليه إن كانت النية متجهة لتصفية الرجل ،

الذي شتم النبي وخاض في عرضه فهو أولى الناس بذلك.

ربت نبينا على كتف صاحبه وقال له : ” بل أحسن صحبته ” ، ووصاه ببر أبيه .. الذي هو عدوه اللدود.

ثم مات العدو وجاء الصاحب للنبي عليه الصلاة والسلام يطلب منه رداءه كي يكفن فيه أباه ،

فأعطاه النبي الرداء فزاد طمع الإبن وطلب منه أن يصلي عليه.

فوافق النبي صل الله عليه وسلم أن يصلي عليه.

النبي يعرف جيدا بنص القرآن ، أن صلاته وإستغفاره لن تفيد في شيء ،

ومع ذلك وافق وذهب ليصلي على عدوه جبرا لخاطر صاحبه.

وقف الناس مشدوهين ..

عمر كالعادة لم يسكت إعترض وحاول إثناء النبي ، ونبينا ماضٍ إلى المحراب حتى وقف أمام جثمان الرجل ،

الذي طالما آذاه وسلقه بلسانه ، فصلى عليه واستغفر الله له.

وجاء القرآن الكريم ليستدرك على النبي هذا النبل الأسطوري ، وتسألني لماذا أحبه ؟!

لأنه جابر للخواطر ، ولأنه يرمي خلف ظهره حسابات الناس ،

1 3 4 10 1 3 4 10

لأنه رجل تلهث العظمة خلفه كي تصل إلى أبعاد نبله ورقيه.

إقرأ أيضا: وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب

عندما أسلم عكرمة بن أبي جهل أصدر النبي فرمان بألا يذكر أحد أبو جهل بسوء حتى لا يؤذي مشاعر الإبن.

يد الرجل الحانية لم تترك فؤاداً إلا وطمأنته ،
ولهذا أحبه .. صلوا عليه وسلموا تسليما.

ولنا في رسولنا الكريم القدوة ولنرمي وراء ظهورنا ميقنين أن الله المنتقم سيسقي كل ممن سقى به غيره ويجزي كل بفعلته.

فمن هتك ستر غيره ، أو ظلم أخيه ، أو أفسد ود ، أَو أنكر فضل ، أو داس عشرة.

نعم سيصلى عليه في مسجد وسيدفن في مقابر المسلمين ، لكن سيبقى بالقبر لوحده.

سيتركه كل ما اعتد عليه بدنياه ويلقي عمله ،
وهل يكب الناس بالنار إلا حصاد ألسنتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?