لم يمت كما أخبرونا
لم يمت كما أخبرونا
صمم ابن فرناس ساعة مائية عرفت باسم الميقاتة ، وتوصل إلى طريقة لتصنيع الزجاج الشفاف من الحجارة.
كما صنع نظارات طبية ، إضافة إلى ذات الحلق التي تتكون من سلسلة من الحلقات تمثل محاكاة لحركة الكواكب والنجوم ،
وطوّر طريقة لتقطيع أحجار المرو في الأندلس
عوضا عن إرسالها إلى مصر لتقطيعها.
وفي مجال الكتابة ، صنع ابن فرناس أول قلم حبر في التاريخ ،
حيث صنع أسطوانة متصلة بحاوية صغيرة
يتدفق عبرها الحبر إلى نهاية الأسطوانة
المتصلة بحافة مدببة للكتابة.
في منزله ، بنى ابن فرناس غرفة كنموذج يحاكي السماء ،
يرى فيها الزائر النجوم والسحاب والصواعق والبرق ،
التي كان يصنعها من خلال تقنيات يديرها من معمله ، أسفل منزله.
كما إبتكر بعض أنواع رقاص الإيقاع.
أما أعظم إنجازاته ، فهي إستخدامه جناحين في محاولة منه للطيران ،
بالقرب من قصر الرصافة في بغداد ، طار بنجاح عدة مرات فوق مناطق صحراوية ،
وقد حسن تصاميمه قبل قيامه بمحاولتي طيران في قرطبة.
كانت المحاولة الأولى عام 852 ، عندما أحاط نفسه بمظلة واسعة مقواة بدعائم خشبية ،
وقفز من مئذنة الجامع الكبير في قرطبة
إنزلق وكأنه في طائرة شراعية أخفقت المحاولة بيد أن سقوطه كان متباطئاً ،
إقرأ أيضا: إن المعلم لا يعيش طويلا
بحيث لم يصب بغير أضرار طفيفة.
فكانت تلك أول محاولة للقفز بالمظلة.
تعلم ابن فرناس من التجربة فعمل جاهدا لتحسين تصميمه الثاني ،
وتقول الأوصاف التي ذكرها شهود عيان
وكذلك مخطوطات من تلك الفترة ،
إن ما صنعه عباس أشبه بآلة تتألف من جناحين كبيرين.
وهكذا قبل ألف ومئتي سنة ، صنع رجل في السبعين من عمره تقريباً آلة للطيران من الحرير ومن ريش النسور.
صعد ابن فرناس تلة في منطقة الرصافة
من ضواحي قرطبة بإسبانيا قرب جبل يسمى «جبل العروس»
بعد أن وضع اللمسات الأخيرة على آلته
حدد وقتا تجمع فيه الناس ليشاهدوا طيرانه.
ولدى ظهوره أمام الجمع حاملا آلته الطائرة
المصنوعة على شكل جناح شراعي مغطى ،
شرح ابن فرناس كيف خطط ليطير
مستخدما شراعا مثبتاً بذراعيه.
قذف ابن فرناس بنفسه إلى الهواء
وبقي في الجو لفترة وجيزة قبل سقوطه على الأرض ،
فتحطم الشراع وانكسرت إحدى فقراته.
ولسوء الحظ فإن الضرر الذي لحق بابن فرناس في الطيران منعه من إجراء مزيد من التجارب ،
ليجسد إكتشافه حاجة الذيل ووظيفته في الهبوط.