ليتني لم أرى ذاك الوجه الكامن أسفل القناع
يسير طفل بجوار أمه يبدوا بعمر السابعة ، وهو يبكي ويقول لها أريد الذهاب ومشاهدة العروض البهلوانية أمي ،
لكنها عنفته بشدة وتوقفت عن السير ، ثم انحنت لمستواه وقالت بحزم : لا لن نذهب إلا هناك.
لتقف من جديد ، وهي تمسك يده وتجذبه خلفها رغم بكائه المسموع ، إذا به هناك شخص مقنع.
كان القناع مخيف بعض الشيء كأنه خارج من مسلسل أنمي للتو.
عيون حمراء كبيرة جاحظة وأنياب طويلة تشبه خطافين ، أنف مسطح كبير ووجهه عابس ، لكن فمه يضحك بقوة.
امتزاج غريب ليوقف الأم ، وهو يقول لها لمَ يبكي ، لتتراجع الأم خطوتين للخلف ، وهي تقول : ليس من شأنك!
ليضحك لها وهو يشير حوله انظري الجميع هنا ، وهذا طفل دعيه يفعل ما يريد هذا هو السبب في أننا نفتح هذا المكان في كل بلاد العالم.
فكرت الأم في حديثه ونظرت لطفلها لتعود للتحدث مع الشخص المقنع ،
وجدته اختفى بين الحشود لتبتسم على أثره ، وتأخذ طفلها وهي تقول له : سنذهب حيث ما تريد.
أثناء دخولهم من الباب وجدت إمرأة تصرخ باسم بنت وتسأل المارة ربما من صادف ورأها.
الساعة العاشرة مساءًا ، صرخات تملأ المكان وسيارات الشرطة في كل مكان ،
يركض الجميع بعد أن حصل عملية قتل ، لكنها لم تكن الأولى في هذا الشهر ، بل السادسة.
حالات قتل الأطفال أصبحت حديث المدينة الجميع خائف على صغارهم ،
ويطالبون بالقبض على المجرم كي يهدأ الوضع والأطفال يحدث الهرج والمرج في المكان ،
لتضطر قوات الأمن إبعادهم عن المكان بأكمله ، وكان في مجمع الألعاب الترفيهية.
الساعة الخامسة قبيل المغرب.
إقرأ أيضا: المغفلة قصة قصيرة
تبكي طفلة وهي تنادي على والديها ، تبحث هنا وهناك ، حتى ابتعدت عن الحشود وجلست في ركن بعيد هادئ علها تجد من ينقذها ،
وإذا بها يقف أمامها الشخص المقنع ليقول لها بعد أن جلس بجوارها.
لمَ تبكين؟
لتقول ببراءة : فقدت والداي.
ربطت على كتفها ، ثم قال لها لا تقلقي سنبحث عنهما ، لكن هذه المرة كان صوتها فتاة.
لتقول الطفلة : أيمكنني رؤية وجهك!
لتجيبها ذات القناع : لماذا؟
تبتسم الطفلة وتكمل حديثها : كي لا أنسى وجه من ساعدني.
قبل أسبوعين عند تمام الساعة العاشرة مساءًا في مكان نائي على أطراف المدينة ، صرخات متألمة تطلب النجدة وسط الظلام الدامس ،
وصوت العويل الذي بالخارج استيقظ على أثره بعض الأشخاص المقيمين بالقرب من الصراخ ،
ويخرج الرجال بحثًا عن مصدر الصوت.
ليجدوا فتى قد قتل للتو ، غارق في الدماء ووجهه مشوه وبعض من جسده مفقود ،
وبجواره”ليتني لم أرى هذا الوجه.
لا لن أزيل القناع ستبكين فأنا قبيحة.
لتقول الطفلة : لا لستِ كذلك.
لتقول ذات القناع إذن ها أنا ذا لتزيل القناع وتتراجع الطفلة للخلف ، ثم ركضت وهي تبكي ،
لكن المقنعة كانت أسرع منها لتمسكها وتقول لها لكنكِ قلتي لا!
لتتحول إلى غضب وتمسك الفتاة وتقول بفتح فمها الكبير وتبتلع رأسها بأكمله.
إقرأ أيضا: السلالة المنقرضة
في المشفى في تمام الساعة الخامسة صباحًا يقف شرطي ويقول للماكث على السرير : ماذا حدث؟
لتقول الفتاة كنت عائدة من الخارج كانت الساعة التاسعة مساءًا أهاتف أمي وأثرثر معها ،
حتى أوقفني شخص مقنع ، وقال لي أين تذهبين في هذا الوقت ألا تخافين؟
حاولت تجنبه ، لكنه لم يتركني وشأني في تلك اللحظة كانت هناك سيارة قادمة كادت أن تقتلني فأنقذني فقلت له ماذا تريد؟
قال أرشد التائهين وأرسلهم بأمان إلى منازلهم.
أرسلت لأمي عنواني ، وأقفلت الخط ، ثم نظرت حولي لا أعلم لمَ أصبح المكان فارغ!
سمعته يضحك وهو يقول لا تقلقي سأوصلك.
خطوت للأمام وهو يتبعني ، ويحاول أن يفتح حديث معي فعلمت أنها فتاة فقلت لها شكلك يخيفني أرجوكِ ابتعدي.
لتزيل القناع لأرى فتاة شعرها رمادي اللون عيونها بيضاء وخارجة عن مقلتيها فمها كبير تم حياكته من الجانبين بشرتها بيضاء شاحبة.
لتقول لي بصوت يبث الخوف في قلبك : هل أنتِ خائفة؟
حاولت الصمود وقلت لا.
لكن سرعان ما اقتربت مني كشرت عن أنيابها وأخرجت لسانها الكبير ،
حاولت القبض علي ، من خلاله الأضواء من حولي اختفت بعد أن انفجرت المصابيح ،
لأرى ضوء من بعيد قادم إنها سيارة أبي وأنا أصرخ بكل قوتي أنادي عليهم ، لكن قد فات الأوان فقدت ساقي ولم أعد أشعر بشيء.
إقرأ أيضا: جوليا باسترانا زوجها باع جثتها ودفنت بعد 150 عاما
بعد استيقاظي وجدت نفسي هنا هذا كل شيء سيدي ، لكن الأهم من هذا أنني ما كان يجب علي أن أجعلها تزيل القناع ؛
لأن صديقتي قالت لي عن تلك الفتاة المقنعة التي قد ساعدتها قبل أيام عندما كانت على وشك الضرب من بعض الفتيان.
غادروا من الحجرة ، وبقت هي حتى حلول المساء ذهبت عائلتها للبحث عن طبيب كي يرى حالتها ،
وعند عودتهم كانت قد قتلت واختفت رأسها بالكامل ، وبجوارها ورقة مكتوب بها “لا تسأل عن ما أسفل القناع ،
كي لا يحدث شيء لا تحبذه ، وعندما تعلم وترى أكثر من اللازم يجب أن تختفي للأبد.