إسلام

ليس في القوم عمر لقد مات عمر

ليس في القوم عمر لقد مات عمر

قصص حقيقية :

روى المؤرخون أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه المعروف بشدته وقوة بأسه ، كان يعد موائد الطعام للناس في المدينة.

وذات يوم رأى رجلاً يأكل بشماله ، فجاءه من خلفه وقال له : يا عبدالله كل بيمينك !

فأجابه الرجل : يا عبدالله إنها مشغولة.
فكرر عمر القول مرتين
فأجابه الرجل بنفس الإجابة!

فقال له عمر : وما شغلها ؟
فأجابه الرجل : أصيبت يوم مؤتة فعجزت عن الحركة!

فجلس إليه عمر وبكى وهو يسأله : من يوضئك ؟
ومن يغسل لك ثيابك ؟
ومن يغسل لك رأسك ؟
من ، ومن ، ومن ؟

ومع كل سؤال ينهمر دمعه
ثم أمر له بخادم وراحلة وطعام وهو يرجوه العفو عنه لأنه آلمه بملاحظته على أمر لم يكن يعرف أنه لا حيلة له فيها .

هكذا صدر قانون مصابي الحروب.

مرةً شاهد رجلاً مُسناً ينقل الحجارة ، فسأله : لما تقوم بهذا العمل الشاق ؟

أجاب : أنا رجل يهودي ، وعليَّ دفع الجزية
فقال له : دفعت لنا الجزية بشبابك ، والآن واجب علينا أن نتكفل بك ، وصرف له راتب شهري يكفيه.

ويعود الفاروق إلى داره ويكتب ليعتمده الجهاز التنفيذي للدولة لينظم به المجتمع.

إقرأ أيضا: أبو بكر الصديق هو عبدالله بن أبي قحافة

هكذا تَشكَّل ( قانون الضمان الإجتماعي )

ويواصل عملاق الإسلام الفاروق رضي الله عنه التجوال المسائي ، متفقداً وليس متلصصاً ،

وإذ بطفل يصدر أنيناً حزيناً ، فيقترب من الدار ويسأل عما به ؟

فترد أم الطفلة : (إني أفطمه )
حدث طبيعي أن تفطم أم طفلها ولذلك يصرخ ، ولكن أمير المؤمنين لا يمضي إلى حال سبيله ،

بل يكتشف أن الأم فطمت طفلها قبل موعد الفطام لحاجتها لمائة درهم كان يصرفها بيت مال المسلمين لكل طفل بعد الفطام.

يرجع الفاروق إلى منزله لا لينام إذ أنين ذاك الطفل لم يبارح عقله وقلبه فيصدر أمراً ( بصرف المائة درهم للطفل منذ الولادة وليس بعد الفطام ).

ويصبح الأمر قانوناً يحفظ حقوق الأطفال ويحميهم من مخاطر الفطام المبكر .

وهكذا تَشكَّل ( قانون الطفل )

1 3 4 10 1 3 4 10

كان سيدنا عمر رضي الله عنه يحب أخاه زيداً ، وكان زيد هذا قد قُتل في حروب الردة.

ذات نهار بسوق المدينة يلتقي الفاروق وجهاً بوجه بقاتل أخيه زيد ، وكان قد أسلم وصار فرداً في رعيته.

فيخاطبه الفاروق غاضباً ويقول له :
( والله إني لا أحبك حتى تحب الأرض الدم المسفوح )!

فيسأله الأعرابي متوجسا :
( وهل سينقص ذاك من حقوقي يا أمير المؤمنين ) ؟!

ويُطمئنه سيدنا عمر ويقول له : ( لا )
فيغادره الأعرابي بمنتهى اللامبالاة قائلاً :

( إنما تأسى على الحب النساء ).
بمعنى : (مالي أنا وحبك إذ ليس بيني وبينك غير الحقوق والواجبات ).

لم يغضب أمير المؤمنين ولم يزج به في السجن ، بل كظم غضبه على جرأة الأعرابي وسخريته وواصل التجوال.

لم يفعل ذلك إلا إيماناً بحق هذا الأعرابي في التعبير ، وبكظم الغضب وهو في قمة السلطة.

وهكذا تَشكَّل في المجتمع ( قانون حرية التعبير )

ذات جمعة وفي المسجد خلعت عنه امراة لقب أمير المؤمنين حين قالت له : ( أخطأت يا عمر )
إمرأة من عامة الناس ترفض قانون المهر الذي صاغه الفاروق عمر .. !!
لم يكابر أمير المؤمنين ولم يزج بالمرأة في السجون، ولم يأمر بجلدها، بل اعترف بالخطأ بالنص الصريح وقال :
( أصابت إمرأة وأخطأ عمر )
ثم سحب قانونه وترك للمجتمع أمر تحديد المهور حسب الإستطاعة .

إقرأ أيضا: يكره نكاح سبعة من النساء

وهكذا تشكّل ( قانون حماية المرأة )

يروى أنه عندما جاؤوا بكنوز كسرى ، ووضعوا الكنوز أمام أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، أنه تعجَّب من أمانتهم!

لقد جاؤوا بأموال طائلة ، جاؤوا بمجوهرات ، جاؤوا بالذهب ، حملوه بدقة بالغة إلى المدينة ،

جاؤوه بتاج كسرى وسواريه ، فجعل يُقلِّبه بعود في يده ويقول :

( سبحان الله ، والله إنَّ الذي أدَّى إلينا هذا لَأمين )

يعني تعجَّب من أمانتهم وعفتهم أنهم نقلوا كل هذه الكنوز بأمانة بالغة لم تنقص منها شيء !

فقال له سيدنا علي رضي الله عنه : يا أمير المؤمنين ، أعجِبتَ من أمانتهم؟
( لقد عففتَ فعفُّوا ، ولو رتعت لرتعوا ) .

العبرة :
مشكلتنا اليوم ليست في الناس ، ولا في الحياة ، ولكن ليس في القوم مثل ( عمر ).

سيدنا عمر حكم عشر سنوات ، فأسقط عروشاً عمرها ألف سنة.

إمتدت فتوحاته فضم للدولة الإسلامية العراق والشام ومصر وليبيا وفارس وخراسان والأناضول.

أسقط الإمبراطورية الفارسية وامتد حكمه لكل شبر من أراضيها ،

وأسقط الإمبراطورية الرومانية البيزنطية وسيطر على ثلثي أراضيها.

وأسقط ممالك أخرى ، نشر العدل فيها بعد أن كانت تعاني من ظلم ملوكها.

تماسكت الدولة في عهده رغم سعة مساحتها وكثرة سكانها وتعدد أعراقهم ، وساد الأمان والعدل بين الرعية.

أسس للأمة التأريخ الهجري ، ولم يكن قبله تأريخ خاص للمسلمين.

وصفه المؤرخون الأجانب بأنه من أعظم قادة التاريخ.

ورغم ذلك لم يدخل الغرور قلبه ، فقد اتصف بتواضع ، ورقة قلب ، وعدل لم يعرف إلا عند الأنبياء والصفوة من أتباعهم.

يأكل الخبز اليابس، وينام على الحصير الخشن ، ويلبس الثياب المرقعة.

هذه مدرسة النبي صل الله عليه وسلم
ربَّت جيلًا يخاف الله ويراقبه في كل أفعاله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?