ليلة الإحتفال
ليلة الإحتفال
اليوم المنتظر من كل عام في ليلة رأس العام ينتظر هديته ككل الأطفال في مثل عمره ، على الرغم من أن سانتا لم يزوره قط ،
ولا يؤمن بهداياه كما قالت له والدته بأن العائلة من تفعل هذا ، تقوم بوضع ما يتمناه طفلهم في جورب فوق المدفأة.
لهذا عندما أخبره صديقه في الفصل أنه ينتظر سانتا كي يأتي له بما تمناه أخبره عن حقيقته ،
حينها سخر جميع الطلاب منه ، فعاد أدراجه هذا اليوم يحمل خيبة أمل كبيرة ،
كان يظن بأنه فتى سيء كما تلقبه أمه دومًا ؛ لأن الجميع يعلم بأنه موجود عداه ، ظل يفكر وعقله يطرح أسئلة كثيرة.
هو يبغضني لأنني سيء؟ أم أمي تسخر مني وتخبرني هذا كي لا أحزن.!
مر يومين كان الجميع يستعد لليلة الإحتفال ، أقيمت البلدة شجرة كبيرة عملاقة في منتصفها تستطيع رؤيتها من نافذة غرفتك ،
غير كل منزل يحمل بالداخل شجرة صغيرة بجوار النافذة في غرفة المعيشة ،
وحولها بعض الصناديق المغلفة كهدايا لكنها فارغة.
منزلهم يأتي بشجرة صغيرة للغاية ويضعون عليها حبل صغير من الأنوار فقط لا غير ،
فوالديه لا يؤمنون بسانتا أو بما يسمى رأس السنة كما يزعمون ،
نشأ على هذا ، لكنه كمثل باقي الأطفال يريدون هدايا وكل ما يتمنوه.
مصابيح تنير في المنازل داخلها وخارجها والشوارع المكان مليء ببعض من الفرحة ،
أوشكت الساعة على الثانية عشر يسمع في التلفاز ومن الجيران العد التنازلي
١٠
٩
٨
٧
٦
لاحت في مخيلته فكرة هو أن يقف بجوار النافذة وينادي على سانتا.
إقرأ أيضا: دوستويفسكي الأديب الروسي بعد القبض عليه
قرر بالفعل عمل هذا فتحت النافذة كان الهواء بارد للغاية مع الأضواء في الخارج تعطي منظر خلاب ،
وقف بين النافذة والشجرة وردد بداخلة ،
“أنا أومن في سانتا ، أومن في سانتا ، أومن في سانتا.
يسمع العد من جديد
٥
٤
٣
٢
وقبل أن ينطق الرقم الأخير عنفته والدته بشدة وأقفلت النافذة ؛ لأنه سوف يصاب بسعال ودور برد شديد إذا استمر فيما يفعله.
قال لها بعتاب : أريد بعض الهدايا.
قالت له بصراخ : لا يوجد مثل هذا نحن لا نؤمن به ، بل كل ما تريده اطلبه من الله وسوف يتحقق.
هدأت من روعها ، ثم اقتربت منه وجلست على أناملها وهي تخبره بود :
حتى الأنبياء يا عزيزي لا يمكنهم تحقيق أمنيات الجميع.
أخبرها وهو يوشك على البكاء : زملائي يحصلون على ما يريدون دومًا.
تنهدت الأم وقالت بلوم لنفسها : هذا خطئي ،
لم تكمل حديثها هذا بسبب انقطاع التيار الكهربائي.
ظنت الأم أن هذا ضمن العرض الذي سيقام عندما تدق الساعة الثانية عشر كما أخبروها الجيران ،
حيث سيتم إطلاق ألعاب نارية كإحتفال مميز هذا العام ، لذا أضاءت بعض الشموع.
فجأة النيران تتصاعد بشدة من المدفأة ولون دماء قاتم يظهر كبقع في الجدران لا تراها غير وهي تظهر أمامك ،
ارتعدت أوصاله واحتضنته أمه بشدة فوالده لم يعد بعد من العمل ، هذا لأنه أخذ دوام صديق له يريد الإحتفال.
هناك أيايدي شاحبة مائل جلدها للزرقة الباهتة ، ولديها مخالب طويلة ،
كانت الأم تحاول الإتصال بالجيران على الرغم من أن المصابيح معتمة خارج المنزل ، لكن للتأكيد.
في تلك اللحظة كان يمسك بثياب والدته ويشدها بخوف وهو ينادي عليها برعب : أمي أمي.
إقرأ أيضا: قصة الغجرية العذراء الجزء الأول
كان ينظر للمدفأة لتخبره بتساؤل : ماذا؟
أشار لها وهو يحتضنها بشدة إلى المدفأة وعن هذا الشيء الذي يخرج منه؟
ثوب أحمر قاتم مخيف ترتديها تلك الأيادي صوت رياح في الخارج مع بعض قطرات المياه التي بدأت في الهطول ،
أضواء خافتة تظهر ضحكة مخيفة تتراجع الأم وطفلها للخلف تلتصق بالشجرة خلفها ،
وهم يحدقون في ما يخرج من المدفأة.
على حين غفلة ظهرت قبعة حمراء تحمل في نهايتها صليب مقلوب ،
وفرو ملوث بالدماء يتبعه عيون بيضاء تحدق بهم مع صوت ضحكات عالية مخيفة.
يحدقون لبعضهم البعض ليقطع هذا الصمت سقوط شيء كبير جعل الجدار يتشقق لتتعالى النيران ،
وصوت غليظ محشرج يقول عام سعيد.
ليصرخ بشدة وهو يحتضن والدته التي ذعرت مما رأت فكيف هذا؟
خرج من المدفأة رجل مخيف ليس بالطويل المبالغ فيه ، لديه لحية بيضاء ملوثة باللون الأحمر ويتساقط منها الدماء.
ليقترب منهم ويبكي الطفل وهو يتمنى أن يبتعد ليبتسم ويكشر عن أنيابه وسنانه الصفراء المقززة ،
ليقول له بقهقهة جعلته يتبول على نفسه : أنت من طلبت مجيئي.
صرخات الطفل وصدمة الأم وفي لحظة كان انقض عليهم ،
حاولت الأم ابعاد طفلها لتزيحه بعيدًا عنهم ريثما تتخلص من هذا الشيء المريب.
حينئذ قام هذا الكيان أو ما يسمى بابا نويل بلف الحبل الذي كان مضيء قبل سويعات ،
حاولت الأم أن تخلص نفسها وطفلها يراها من خلف الكرسي وهي تصرخ وتطلب العون من هذا الكيان المليء بالأيادي ،
إقرأ أيضا: قصة رجل أعرج
أثناء ما كان يقتل والدته نظر له بلف رأسه بزاوية ٣٦٠ بحيث جسده ينظر للأمام ،
ورأسه تنظر من فوق ظهره كأنه ينظر للأمام عيونه تنبعث منها الشر كأنه شيطان لا يرحم أحدًا ،
ليختبئ خلف الكرسي خوفًا منه سرعان ما فصل رأس الأم ولفها بهذا الحبل ووضعه أعلى الشجرة بدلًا من النجمة ،
ملامح الأم تصرخ فمها مفتوح على مصرعيه عيون جاحظة وملامح مذعورة ودمعة صغيرة سقططت من عيناها ،
دمائها وصلت لأسفل قدمه يبكي بصمت وهو ينظر لها.
التفت له بكامل جسده واقترب منها لتطير القبعة ويظهر قرنين كبيرين وبأسنانه المخيفة ،
يقترب منه ليصدح صوت إنطلاق الألعاب النارية يرتعد من الرعب يضع يده على أذنيه ،
يحاول منع وصول صوته المخيف وحركاته يغمض عينيه كي لا يراه.
بعد أن كاد قلبه يتوقف عن العمل من شدة الرعب فسقط فاقد الوعي بجوار الأريكة ، وهو ملوث من دماء والدته.
فتح عيناه على صوت الألعاب النارية مع صيحات عالية ، وصوت والدته تقترب منه تعنفه على فتح النافذة والنوم هكذا ،
مما أدى إلى تبوله من شدة البرد ليحضتنها بقوة وهو يبكي ، فخافت الأم من هيئته وشددت من إحتضانه.
قال لها من وسط شهقاته : أعتذر أمي لا أريد الإحتفال ببابا نويل.
حملته بين ذراعيه وذهبت به لغرفته كي يبدل ملابسه ، حتى لا يصاب بالمرض.
كادت تعنفه ، لكنها هدأت بعد أن رأت حالته وعملت أنه رأى كابوس مخيف بدل ملابسه ، وقالت له بلطف وحنين :
عزيزي على الرغم من أننا نسكن في بلد غير وطننا الأم إلا أن ديننا لا يوجد به بما يسمى رأس السنة ،
فهذا مخالف للشريعة الإسلامية وبدعة نحن نحتفل بعيد الأضحى وعيد الفطر فقط.
احتضنها مجددًا ، وهو يخبرها بتساؤل : لماذا نأتي بالشجرة ونزينها كل عام؟
تنهدت الأم وقالت : لا أعلم لقد انجرفنا خلف تيار الحياة ونسينا تعاليم ديننا ،
لذا كنت أفكر منذ قليل أننا يجب أن نتعلم أكتر ولا ننجرف خلف تيار سيأخذنا إلى مكانة تبعدنا عن الجنة.