مارجوري مكال
مارجوري مكال التي كانت تعيش مع زوجها جون وأطفالها في مدينة لورغان شمال إيرلندا في مطلع القرن الثامن عشر.
أصيبت مارجوري بحمى شديدة دخلت على إثرها في غيبوبة طويلة فظن الجميع بأنها فارقت الحياة ،
ولأن ذلك العصر تميز بتفشي ظاهرة نبش القبور وسرقة الجثث ،
لذلك أرادت عائلة مارجوري نزع خاتم الزواج الذهبي من إصبعها لربما يطمع فيه سارقو القبور فينتهكوا حرمة قبرها ،
لكن عبثا ذهبت محاولاتهم ، فالخاتم أبى أن يترك إصبعها ، وفي النهاية قرروا يائسين أن يدفنوه مع الجثة.
في مساء نفس اليوم الذي دفنت فيه مارجوري ، قام لصين بنبش قبرها ،
وكم كانت سعادتهما عظيمة حين لمع خاتمها الذهبي على ضوء قناديلهم الخافتة ، حاولا إنتزاعه في الحال ،
بذلا جهدا كبيرا في ذلك ، لكنهما باءا بالفشل ، فالخاتم كان أضيق من أن يترك إصبع مارجوري.
إلا أن ذلك لم يفت بعضدهما ، فبالطبع ما كانا ليفوتا غنيمة سهلة كهذه ، لذا قررا قطع إصبع مارجروي لإستخراج الخاتم ،
وما أن قاما بذلك وأخذ الدم يسيل من الإصبع المقطوع حتى فتحت مارجوري عينها فجأة وأطلقت صرخة مرعبة مدوية ،
سقط أحد اللصين على أثرها ميتا في الحال من شدة الخوف.
أما الأخر فقد أطلق ساقيه للريح وكان ذلك آخر عهده بالمقابر ،
إذ لم يجرؤ على دخولها ثانية حتى أخر يوم في حياته.
أما مارجوري نفسها فقد تركت قبرها المفتوح وسارت بخطى مترنحة عائدة نحو منزلها حتى وصلت إليه وطرقت بابه ،
المنزل كان مكتظا في تلك الليلة العجيبة بالأقارب والأصدقاء الذين أتوا لمواساة زوجها جون ،
الذي ما أن سمع الطرقات على الباب حتى أمسك عن البكاء وقال لأطفاله بصوت متهدج حزين :
“لو كانت أمكم على قيد الحياة لأقسمت بأن هذه هي طرقاتها”!
إقرأ أيضا: يا ليتها كانت القاضية
ثم قام وفتح الباب ، ويا ليته لم يفعل ، فعند الباب كانت زوجته الميتة تقف منفوشة الشعر يعلوها التراب وهي ترتدي الأكفان وتقطر يدها دما ،
وقف جون المسكين يتأملها للحظات من دون أن ينبس ببنت شفة ثم خر إلى الأرض ميتا من دون حراك ،
لقد توقف قلبه من هول المفاجأة ، ويقال بأن الأقارب الذي أتوا إلى منزله تلك الليلة ليعزوه في زوجته ،
هم من حملوه على أكتافهم إلى المقبرة ودفنوه في نفس القبر الذي غادرته زوجته قبل ساعات قليلة.
أما مارجوري نفسها فقد إستعادت عافيتها تماما ويقال بأنها تزوجت مرة ثانية وعاشت حياة سعيدة مع أولادها وأحفادها ،
حتى وافتها المنية بعد سنين طويلة ، لكن هذه المرة لم يدفنها أولادها فورا وإنما إنتظروا لعدة أيام ،
حتى تأكدوا وتيقنوا من موتها ثم حملوها إلى المقبرة ودفنوها في قبر نقشوا على شاهده :
مارجوري مكال عاشت مرة ، وماتت مرتين.