ما الفرق بين البصر والبصيرة والإستبصار
البصر مركزه العيون وهو متاح للجميع لأنه يعتمد على رؤية المادي والملموس ؛
وصاحب البصر فقط معدوم القدرات والهبات الربانية ، لأنه يعتمد على ما يراه ويجهل بما داخله وما حوله من قدرات غير مرئية ،
ويرتبط إرتباط كبير بالماديات ويتخلى عن حقيقته الداخلية وإتصاله المشاعري بالآخرين وب الكون وبالله ،
والنتيجة تألم مستمر نتيجة الكارما المستمرة بسبب الجهل بالحقيقة والتشبث بالحياة الدنيا.
البصيرة مركزها القلب ولا يمتلكها إلا من ينتقل من البعد المادي البحت إلى بُعد أكثر وعي وإرتقاء ،
ويمتلك مشاعر نبيلة تقوم على الحب والعطاء والسلام ،
ويستطيع الإنتقال من الوعي الجمعي ويتغلب على الموروثات والمعتقدات إلى بعد أكثر وعيا.
وصاحب البصيرة يبدأ في الحصول على قدرات وهبات ربانية مكافأة لعلمه وتغلبه على سلبياته وعقله الباطن ،
مثل التجليات وبداية الشعور بالوفرة والسعادة وإستشعار السلام الداخلي وبداية التخاطر.
الإستبصار ينبع من الروح وصاحبه يمتلك قدرات خارقة ويرى ويستبصر بأشياء ما ورائية لا يُمكن للوعي الجمعي رؤيتها ،
فهو يستطيع التخاطر والإتصال الداخلي بالله نتيجة المرحلة الكبيرة التي وصل لها من وعي ،
سمح له بالخروج من نسخته الداخلية الأرضية وفك التعلق والإرتباط بالماديات ،
والمقدرة على ترويض الأنا الزائفة.
إقرأ أيضا: لماذا نمر في زمان كثرت فيه الهموم والمشاكل
وهو بعد أعلى وأرقى من باقي الأبعاد الأرضية ، بعد يبدأ فيه الكون بالتسخر للإنسان كما وعده الله ،
نتيجة معرفة حقيقة ذاته وخلقه ومعرفته قيمة خليفة للأرض ،
ومروره بكل المراحل والأبعاد التي تتطلب جهد كبير وعلم متقن وسعي متواصل ،
ومقاومة شرسة مع النفس والشيطان
وإيمان ويقين إلهي لا ينتهي وتسليم كامل وثقة لا تنضب.