ما الفرق بين قول الله تعالى ومن معه وقوله والذين معه ، في قصة نوح عليه السلام في القرآن الكريم؟
من : تحتمل المفرد والإثنين والجمع.
الذين : فلا تحتمل إلا الجمع ولا تحتمل الواحد أو الإثنين.
في سورة يونس قال الله تعالى : ﴿فَكَذَّبوهُ فَنَجَّيناهُ وَمَن مَعَهُ فِي الفُلكِ وَجَعَلناهُم خَلائِفَ وَأَغرَقنَا الَّذينَ كَذَّبوا بِآياتِنا فَانظُر كَيفَ كانَ عاقِبَةُ المُنذَرينَ﴾[يونس: ٧٣]
قال ومن معه : لأن حالة نوح عليه السلام أشد في سورة يونس وقد تحدى قومه جميعهم فقال :
﴿وَاتلُ عَلَيهِم نَبَأَ نوحٍ إِذ قالَ لِقَومِهِ يا قَومِ إِن كانَ كَبُرَ عَلَيكُم مَقامي وَتَذكيري بِآياتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلتُ فَأَجمِعوا أَمرَكُم وَشُرَكاءَكُم ثُمَّ لا يَكُن أَمرُكُم عَلَيكُم غُمَّةً ثُمَّ اقضوا إِلَيَّ وَلا تُنظِرونِ﴾ [يونس: ٧١]
ومعلوم : أنه في وقت الشدة الناس يعزفون عن الإيمان ،
إلا إذا كان عندهم دافع قوي وإيمان قوي ، كما حصل مع النبي محمد صل الله عليه وسلم في مكة.
لذلك قال في سورة يونس ومن معه أي أن عدد الذين آمنوا معه كان قليلاً جدا.
أما في سورة الأعراف فالحالة كانت أخف والذين آمنوا بنوح عليه السلام كان عددهم أكبر لذلك قال : والذين معه.
﴿فَكَذَّبوهُ فَأَنجَيناهُ وَالَّذينَ مَعَهُ فِي الفُلكِ وَأَغرَقنَا الَّذينَ كَذَّبوا بِآياتِنا إِنَّهُم كانوا قَومًا عَمينَ﴾ [الأعراف: ٦٤]
أي أن عددهم كان أكبر من الموقف الأول في سورة يونس.
