ما رأيك هل أبدو جميلة؟!
ما رأيك هل أبدو جميلة؟!
بعيدا عن أنك لا تبدين بكل هذا الجمال الذي يجعلك تحومين حولي ، لكن أخبريني ما سبب ارتدائك لهذه الملابس؟!
ما هذا السؤال عزيزي؟! للحفلة التي دُعينا إليها.
وهل تظنين حقا أني سأصطحبك معي؟!
ولما لا؟! ألست زوجتك ووجودي معك في حفلات كهذه أمر بديهي.
لقد تأخر الوقت ولا أود مناقشتك في ذلك ، أدخلي وغيري ما تسمينه فستانا ، وأنا سأذهب للحفلة فقد تأخرت على أصدقائي.
هل تخجل من وجودي معك؟!
ما الذي جعلك تقولين هذا ، حسنا سأخبرك أنا بذلك ،
ربما لأنك لا تتقنين مناقشة المواضيع التي أفتحها مع أصدقائي ، وكل ما تفعلينه هو النظر ببلاهة تشعرني بالخزي ،
أو ربما لأنك تتوشحين بهذه الملابس الأشبه بكيس كبير يخفي ماهيتك ،
لقد سئمت من تصرفاتك وأرغب في الإستمتاع ولو مرة واحدة دون تعكير صفوي بشرح كل ما يقولونه أو تبرير تزمتك عن الجلوس معهم ،
أو نصائحك التي لا تنفكين عن طرحها على زوجاتهم ، اللعنة بدل نصحهم تعلمي منهم.
هل كنت تكتم كل هذا بداخل قلبك؟!
أجل لا أتقن مناقشة المواضيع التي يفتحها أصدقائك لأني لم أكمل تعليمي ،
ربما لأني اخترتك أنت بدل دراستي وأقسم أني أجلد نفسي كل يوم على هذا القرار ،
وأرتدي هذا الكيس الفضفاض لأن الله هو من أمرني بالستر ، أرفض الجلوس معهم لأن نظراتهم وتصرفاتهم المشينة تخيفني ،
وأتضايق من رغبتهم في مصافحتي أو احتضاني وكأني لست رفقة رجل لابد له من الغيرة على عرضه ،
أنصح زوجاتهم ليس لمضايقتهم بل لأجل مصلحتهم ، هل تعلم كل ما يحدث ليس ذنبك لوحدك ،
بل لي نصيب الأسد لأني تنازلت ، تنازل تلو الآخر جعلني مجرد ظل لك لا زوجتك التي تستحق أن تفتخر بوجودها معك.
إقرأ أيضا: يتبول في ثيابها
ظننت أن الحب تضحية بكل ما نملك ، والآن أدركت أن ما فعلته لم يكن حبا بل مجرد مساومة دفعت ثمنها لوحدي ،
حتى تلك الحفلات لا أحبذ التواجد بها لكني أذهب لأجلك حتى لا تشعر أني أقيدك ، ورحت أغض الطرف عن صمتك وعدم غيرتك.
تناسيت معايرتك لي في خضم خلافاتنا بأني لا أملك أي محصل علمي ، أهملت نفسي وتخليت عن أحلامي ،
كرست نفسي لأجلك ونسيت أن لي كيانا يحتاج أن يتطور ،
حتى عندما أبدي رأيي في مشكلة ما تسخر مني بين الناس غير آبه بمشاعري ، تفننت في طبخ ما لذ وطاب ،
وتجملت وتعطرت لأجلك حتى أدرئ عنك كل نصب عندما تعود مرهقا من عملك ،
انتظرت منك حلو الكلام فكنت شحيح الكلام أو اللمسات الدافئة ، حضن قبل النوم ، أو قبلة تلثم بها جبيني أو وجنتي كل حين ،
مغازلة لطيفة تخجلني عندما أرتدي شيئا اخترته حتى أختطف قلبك ، لكن لا مشكلة لم يفت الأوان بعد على التغيير.
ماذا تقصدين؟!
اذهب لحفلتك أما أنا فسأجلس على هذه الأريكة التي شهدت على دموعي وأخطط للغد من أجلي أنا ،
وعندما تعود سأطلعك بقراري ، أترى أصبحت أتحدث مثلك أنت وأصدقائك.
تغيرتِ كثيرا.
للأحسن أم الأسوأ؟! بالتأكيد الأحسن ، بتُّ أليق بك أكثر أليس كذلك؟!
لم تعد تخجل من وجودي بجانبك في المناسبات ، زوجات أصدقائك أصبحن يترددن على المنزل كل أسبوعين يطلبن الإستشارة مني ، أليس هذا ما كنت تتمناه؟!
زوجة مثقفة لها كيانها الخاص ، تتقن مناقشة المواضيع وفتح الأحاديث مع الناس ،
ربما لا فلازلت أتشح بالكيس الفضفضاض وأرفض مصافحة أصدقائك الرجال ، لم أتخلى عن منح النصيحة لهن أيضا.
إقرأ أيضا: قصة واقعية حقيقية فيها من العجب!
لا أدري ، كل ما أعلمه الآن أني أشتاقك كثيرا ، لأول مرة أقول ذلك لكني أحن لنسختك القديمة ،
كانت ألطف وأرق مما أنت عليه الآن ، لا بل لازلت رقيقة ويشع الحنان والبراءة من عينيك لكنه لا يشملني أنا بالذات ،
أراك كيف أنك لا تتوانين عن مساعدة من يحتاجك لكن متى ما وقع بصرك علي أنا تتبلد مشاعرك كأنك لست نفس العاشقة التي كانت تحوم حولي كالفراشة ،
تنثر عبقها وتلفني به فأشعر بأمان أنكرت وجوده ، لما كل هذا الجحود؟!
في نظرك جحود لكنه في الحقيقة انكسار ، تلك الليلة رغم أنك أفقتني من غيبوبتي لكنك أيضا أحدثت جرحا غائرا بداخلي ،
لن يندمل مهما حدث ، المشكلة أني لازلت أحبك ولا زلت أنتظر المبادرة منك حتى تكسب قلبي من جديد ،
وحبك يضمحل ببطء شديد ومؤلم للغاية ، سينفذ رصيدك إذا بقيت على جمودك ،
ومحاولتك إعادتي لما كنت عليه دون أن تحرك ساكنا.
وما الذي علي فعله حتى أعيدك من جديد صغيرتي المشاكسة التي تملأ دنياي بهجة بضحكتها.
ببساطة أن تريني الحب الذي تدخره لأجلي لا أن تخجل منه كأنك ترتكب جرما ،
أن تفتخر بنجاحي لأني صغيرتك ليس لأني أزيد مكانتك رقيا ،
وأن تغار علي حتى من ابتسامة لا تكون أنت سببها ، أن تطوقني بحنان أب لا مجرد زوج ، أن تحبني فقط.
هل لازالت فرصتي موجودة.
هي كذلك منذ أول يوم رأيت فيه قسوتك ، وستستمر إلى أن ينفذ حبك من قلبي ،
لكن ما إن يضمحل صدقني لن ألتفت للخلف أبدا حتى لو فرشت لي أحلامي تحت قدمي.
لن أتركك لغيري أبدا.