نحو حياة أفضل

ما لا ترضاه لنفسك لا ترضاه لغيرك

ما لا ترضاه لنفسك لا ترضاه لغيرك ، وما لا تحب أن يصنع بك فلا تصنعه بغيرك ، فإن في ذلك عدل ، وفي العدل رضا الله تعالى.

زعموا أن لبؤة كان لها شبلان ، وأنها خرجت ذات يوم تطلب الصيد وتركتهما ، فمر بهما صياد فرماهما بسهم حتى قتلهما ،

وسلخ جلودهما ومضى بهما إلى منزله.

ثم إن اللبؤة رجعت ، فرأت ما بشبليها من الأمر الفظيع فصرخت وصاحت ، وتقلبت ظهرا وبطنا ،

وكان إلى جانبها نمر جار لها ، فلما سمع بكاءها وصراخها خرج إليها ، فقال لها :

” ماهذا الذي أراه بك ؟ وما جرى عليك ؟ “
فأخبرته بما حدث ،

فقال لها : لا تحزني ولا تصرخي ، وانصفي من نفسك واعلمي أن هذا الصياد ، لم يات إليك شيئَا إلا وكنت ركبت من غيرك مثله ،

ولم تجدي من الأسف والحزن على شبليك شيئَا إلا و قد كان من كنت تفعلين بأحبابه ما تفعلين ،

فاصبري على نحو ما صبر عليه غيرك منك
فإنه قد قيل : ” كما تدين ، تدان “.

فقالت له اللبؤة : ” اشرح لي ما تقول وأوضحه؟ “

فقال النمر : ” كم لك من العمر ؟ “
قالت اللبؤة : ” مائة سنة “

قال : ” ما الذي كان يقوتك ويعيشك ؟ “
قالت اللبؤة : ” لحوم الوحش “

فقال لها : ” ومن كان يطعمك ذلك ؟ “
قالت له : ” نفسي” قال : ” أما كان لتلك الوحوش آباء وأمهات ؟ “

إقرأ أيضا: كونوا دعاة إلى الله وأنتم صامتون

قالت اللبؤة : ” بلى “

قال : ” فما لنا لا نسمع من تلك الآباء والأمهات من الضجة والجزع والصراخ ما نسمع منك !

أما أنه لم يصبك ذلك إلا لسوء نظرك في العواقب ، وقلة تفكرك فيها ، وجهالتك بما يرجع عليك من ضرها !

“فلما سمعت اللبؤة ذلك ، عرفت أنها هي ما اكتسبت ذلك على نفسها ، وجرته إليها ، وأنها هي الظالمة الجائرة ،

وأنه من عمل بغير الحق والعدل ، انتقم منه ، وغلب بعد أن كانت له الغلبة فتركت الصيد وانصرفت عن أكل اللحم إلى الثمار وأخذت في الزهد والنسك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?