ما هو الرشد؟
ما الذي طلبه أصحاب الكهف حين أووا للكهف وهم في شدة البلاء والملاحقة؟
إنهم سألوا الله الرشد دون أن يسألوه النصر ، ولا الظفر ، ولا التمكين!
” ربنا آتنا من لدُنكَ رحمة ًوهئ لنا من أمرِنا رشدا “
” رشدا “.
وماذا طلب الجن من ربهم لما سمعوا القرآن أول مرة؟
طلبوا الرشد قالوا :
( إنّا سمِعنا قرآنا ًعجبا يهدي إلى الرُشد فآمنا به ).
وفي قوله تعالى :
“وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”
فما الرشد ؟
الرشد :
إصابة وجه الحقيقة.
هو السداد.
هو السير في الإتجاه الصحيح.
فإذا أرشدك اللّه فقد أوتيت َخيرا ًعظيما وبوركت خطواتك!
وبهذا يوصيك الله أن تردد :
وقل عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشدا.
بالرشد تختصر المراحل ، ويختزل كثير من المعاناة ، وتتعاظم النتائج.
حين يكون اللّه لك
” وليا ًمرشدا ً”.
لذلك حين بلغ موسى الرجل الصالح لم يطلب منه إلاّ أمرا ًواحدا ًهو :
هل أتبعك على أن تُعلِمَن ِمِمّا عُلَِّمت َرُشداً “
فقط رُشداً …
فإن اللّه إذا هيأ لك أسباب الرشد ، فإنه قد هيأ لك أسباب الوصول للنجاح الدنيوي والفلاح الأخروي.