متى تأتي يحكم بينهم ومتى تأتي يفصل بينهم في القرآن الكريم؟
متى تأتي يحكم بينهم ومتى تأتي يفصل بينهم في القرآن الكريم؟
الحكم : يعني القضاء.
الفصل : أشد وأقوى من الحكم ، وهو بأن يجعل بينهما فاصل – حاجز – بعد أن يحكم بينهم.
فإذن عندما يقول يفصل بينهم تكون المسافة أبعد كأن يذهب أحدهم إلى الجنة والآخر إلى النار.
أما الحكم فلا وقد يكون في ملة واحدة.
نضرب أمثلة لتوضيح ذلك :
﴿وَقالَتِ اليَهودُ لَيسَتِ النَّصارى عَلى شَيءٍ وَقالَتِ النَّصارى لَيسَتِ اليَهودُ عَلى شَيءٍ وَهُم يَتلونَ الكِتابَ كَذلِكَ قالَ الَّذينَ لا يَعلَمونَ مِثلَ قَولِهِم فَاللَّهُ يَحكُمُ بَينَهُم يَومَ القِيامَةِ فيما كانوا فيهِ يَختَلِفونَ﴾ [البقرة: ١١٣]
هؤلاء يذهبون معاً إلى جهة واحدة إليه ود والنصارى كلاهما ،
ليس أحدهما إلى جنة والآخر إلى النار ، لذلك هذا حكم وليس فصل.
﴿إِنَّما جُعِلَ السَّبتُ عَلَى الَّذينَ اختَلَفوا فيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحكُمُ بَينَهُم يَومَ القِيامَةِ فيما كانوا فيهِ يَختَلِفونَ﴾ [النحل: ١٢٤]
هذا اختلاف في ملة واحدة وهم اليهود.
﴿أَلا لِلَّهِ الدّينُ الخالِصُ وَالَّذينَ اتَّخَذوا مِن دونِهِ أَولِياءَ ما نَعبُدُهُم إِلّا لِيُقَرِّبونا إِلَى اللَّهِ زُلفى إِنَّ اللَّهَ يَحكُمُ بَينَهُم في ما هُم فيهِ يَختَلِفونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهدي مَن هُوَ كاذِبٌ كَفّارٌ﴾ [الزمر: ٣]
كلهم يذهبون إلى جهة واحدة إلى النار.
﴿إِنَّ الَّذينَ آمَنوا وَالَّذينَ هادوا وَالصّابِئينَ وَالنَّصارى وَالمَجوسَ وَالَّذينَ أَشرَكوا إِنَّ اللَّهَ يَفصِلُ بَينَهُم يَومَ القِيامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيءٍ شَهيدٌ﴾ [الحج: ١٧]
هؤلاء لا يذهبون إلى جهة واحدة فهم فئات مختلفة ومصيرهم مختلف فمنهم إلى جنة ومنهم إلى نار ، إذن يفصل بينهم.
﴿وَجَعَلنا مِنهُم أَئِمَّةً يَهدونَ بِأَمرِنا لَمّا صَبَروا وَكانوا بِآياتِنا يوقِنونَ♢إنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفصِلُ بَينَهُم يَومَ القِيامَةِ فيما كانوا فيهِ يَختَلِفونَ﴾[السجدة : ٢٤/ ٢٥]
قال المفسرون الفصل في هذه الأية يكون بين الأنبياء وأممهم وبين المؤمنين والمشركين.