مساحات الفقد
مساحات الفقد
لو أننا أدركنا حقيقة الأشياء الكثيرة التي نفقدها لربما كنا نحن المفقودين في هذه الحياة!
لكننا نتوجع بالدرجة الأولى لأشياء كانت تستهوينا وفقدناها.
وحين نسمع كلمة الفقد يتبادر للذهن عزيز فارقنا منذ مدة!
هل هذا كل ما يمكن أن نفقد؟!
إن أقسى آلام الفقد حين تكون أنت ( مفقودك )
أن لا تدري في أي متاهات الحياة ومنعطفاتها أضعت نفسك؟!
أن لا تعود قادرا على أن تجدك!
الفقد هو : أن تفقد وصفا جميلا كنت تتصف به ، أو خلقا حسنا كنت تتميز به.
وأن تصبح القيم العالية عندك رخيصة والرخيصة عالية ، تختلط الموازين في عقلك.
حين تفقد فكرك النظيف وفطرتك السليمة أو عقيدتك الصافية ؛
فيالبشاعة الفقد وقبحه!
الفقد هو : الساعة تذهب منك لا تنتفع بها!
المجلس لا تذكر الله فيه!
المال لا تستعمله في طاعة الله!
العمل لا تخلصه لله!
ورد من القرآن ينقطع!
نافلة كنت تواظب عليها ثم تركتها!
تسابيح كنت ترددها وأغفلتها!
القرآن تحفظه وتنساه وأي فقد!
عمرك يرحل وشبابك يضمحل!
على أي فقد تتلوع؟! وبأي فقدٍ تغص؟! ولأي مفقود تبكي ،
والمفقود الحقيقي هو أنت.
إن الفقد حين يتصل فقد الدنيا بفقد الآخرة
حين تفقد يوم العرض حسناتك ،
لا تبعثر همك وعزمك على مفقودات ليست ذات قيمة.
ولتبكِ على الفقد حين يكون من نفسك ومن نصيبك من ربك ، ومن حرث آخرتك.
يا للفقد المضني حين تفقد الجنة
“وأنذرهم يوم الحسرة”
“قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة”)
هذا هو الفقد.