مساكين لا أقصد أهل الحب
مساكين لا أقصد أهل الحب ، لكني أقصد أولئك الذين تتحكم بزمام عواطفهم الكلمات ،
فتجدهم يضحكون بكلمة ، ويبكون بكلمة.
وتتسع لهم الدنيا بكلمة ، وتضيق بهم الأرض ذرعًا بكلمة ، ويعطونك أعينهُم بكلمة ،
وتأسر أرواحهُم بكلمة ، ويحرمونك أيضا النظرة أو السلام بسبب كلمة.
الذين تؤثر فيهم كلمة حلوة تشعرهم بالسعادة والرضا ،
وتؤثر بهم الكلمة السيئة فتهدَّهم وتترك فيهم ندبات لا تُنسى ،
فتأبى عيونهم البكاء علنًا ، لكن قلوبهم تبكي حزنًا وخجلا.
أولئك الذين لو علم الناس فيهم من خير وطيبة ورحمة ،
لبنوا لهم صرحًا من اللطف والمودة واللين مُدونًا على بابه :
” مرحبًا بأهل الحِس والشعور “.
فحافظوا على الناس الطيبة ، لا تجعلوا طيبتهم سببا في استغلالهم ولا حزنهم.
حافظوا على الشرفاء ولو كانوا خصومكم فعداوة الشرفاء أنقى من صداقة الأندال ،
حافظوا على أصحاب الرؤيا والأهداف السامية ،
الذين يحاولون أن يصنعوا فرقا ولا تفرحوا بالفاشلين ،
ولا تهللوا لكل من يؤذي شهما فموت الخير لن يفيد أحد سوى طيور الظلام.
من يشعل شمعة إحمل مرآة واعكس نورها ،
من يزرع شجرة اسقها أو حتى لا تحاول قتلها.
كلنا إذا أردنا نحمل أسبابا لمحاربة النجاح ، ولكن لن يعود علينا محاربته سوى بالتخلف والقهر وانتشار النذالة والشر.
اعتنوا جيدا بآخر مَن تبقى من سلالة الطيبين.