مشيئة الله
كان هناك فتاة لا تستطيع المشي
وقد أحبّها إبن الجيران لطيبتها وأخلاقها فتقدم لخطبتها.
وأسرعت الفتاة لتزف البشرى إلى أمها ، ولكن الأم أجهشت بالبكاء!
لأنّ الأطباء قالوا لها إن إبنتها إذا تزوجت فلن ترزق بأولاد ، وأنها ستعيش طول عمرها عاقرا!
فقالت الأم لابنتها : يجبُ أن تصارحي الشاب بهذه الحقيقة.
فقالت الفتاة : سأصلي كل ليلة وأطلب من الله أن يمنحني أولادا!
قالت لها الأم : لا تتعلقي بآمال كاذبة!
لقد أكد لي طبيب الإختصاص أنّكِ ستعيشين عاقرا ومن السذاجة أن يكون لك طفلا!
صارحي خطيبك بالحقيقة؟ وامتثلتِ البنتُ لنصيحةِ أمّها وصارحت الشّاب بالأمر ،
ولكنّ الشاب أصرّ على الزّواج منها وبعد أن تمّ الزّواج.
كانت الفتاة تدعوا الله تعالى في كل ليلة وتقول :
إلهي حرمتني مِن نعمة المشي فهل يرضيك أن تحرمني من نعمة الأمومة ،
والتي تتمتّع بها ملايين الأمّهات اللاتي يمشين على أقدامهن ؟!
أتُعطي غيري نعمتين ولا تعطني واحدة ؟!
واستمرت تدعوا بهذا الدعاء من أعماق قلبها مدة 14 عاما بدون كلل ،
ولا مللٍ ولا كسلٍ ولا فتورٍ ولا قنوطٍ ولا يأس.
وبعد هذه السّنوات الطّوال ..
إستجاب اللهُ تعالى لهذه الفتاة ،
ورزقها بثلاثةِ أطفالٍ في حمل واحد وعاشوا جميعهم بصحة تامة.
إنّ الحكمة من هذه القصّة حسب رأيي هي :
المصارحةُ جميلة جداً (آثر الصّدق حيث يضرّك على الكذب حيث ينفعك).
الإلحاح بالدّعاء ، فمن ألحّ بطرق الباب كاد أن يُفتَح له.
أن يكون الدعاء نابعا من أعماق القلب وإلا أصبح لغواً ولقلقة لسان.
عدم اليأس لأنّ المُخاطَب رحمته قد وسِعَتْ كلَّ شيء.
على الإنسان أن يَثِق بالله تعالى تحت أي ظرف كان ، لأنه على كل شيء قدير.