Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
إسلام

معاذ بن جبل رضي الله عنه

معاذ بن جبل رضي الله عنه

هو معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الأنصاري ، الخزرجيّ المدني ، يُكنّى بأبي عبد الرحمن ، ولد سنة ١٨ قبل الهجرة في يثرب ،

وتوفي سنة ١٨ هجرية ، أي عن عمر يناهز ٣٦ عاما.

إسلامه

أسلم معاذ بن جبل وهو في عمر الثّامنة عشرة ، وكان من الرجال السبعين الذين شهدوا بيعة العقبة الثانية مع الأنصار ،

شهد مع رسول الله صل الله عليه وسلم بدراً وأحداً والمشاهد كلها ،

أحد الستة الذين حفظوا القرآن على عهد رسول الله.

منزلته

بالرغم من حداثة سنّ معاذ بن جبل رضي الله عنه إلّا أنّه احتلّ مكانةً رفيعةً عند رسول الله صل الله عليه وسلم ،

حيث أهّلته سلامة دينه وصحّة تلاوته للقرآن ، ليقول عنه الرّسول صل الله عليه وسلّم :

(خُذوا القرآنَ من أربعةٍ : من عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ ، فبدَأ به ، وسالمٍ مولَى أبي حُذَيفَةَ ، ومُعاذِ بنِ جبلٍ ، وأُبَيِّ بنِ كعبٍ) ،

فكان معاذ بن جبل رضي الله عنه أحد الأربعة الذين أوصى النبي عليه الصلاة والسلام بأخذ القرآن عنهم ؛

لعلمه بأحكام القرآن وتلاوته وتوجيهاته ، واستخراج الأحكام الشرعية.

ابتعثه رسول الله صل الله عليه وسلم إلى اليمن ليعلم أهلها القرآن والإيمان بعد أن طلب أهل اليمن مَن يفقّههم في الدّين وأحكامه.

وقد كرّم رسول الله صل الله عليه وسلم معاذ بن جبل رضي الله عنه أكثر من مرّة ؛ وأثنى عليه ،

منها: أنّه قال فيه : (نِعم الرَّجُلُ مُعاذُ بنُ جَبلٍ)
وقال أيضا : (وأعلَمُهم بالحلالِ والحرامِ مُعاذُ بنُ جَبلٍ).

وقال له ذات مرة : (يا معاذُ واللهِ إنِّي لأُحِبُّك ، فقال معاذ : بأبي أنتَ وأُمِّي واللهِ إنِّي لأُحِبُّك ،

فقال : يا معاذُ أوصيك ألَّا تدَعَنَّ في دبُرِ كلِّ صلاةٍ أنْ تقولَ : اللَّهمَّ أعِنِّي على ذِكرِك وشُكرِك وحُسنِ عبادتِك).

كما كان معاذ بن جبل من قلة ممن سُمح لهم الفتيا على عهد النبي محمد ،

فقال سهل بن أبي حثمة : «كان الذين يفتون على عهد رسول الله صل الله عليه وسلم ثلاثة من المهاجرين :

إقرأ أيضا: في يوم كان أبو هريرة جالسا بجانب المسجد

عمر وعثمان وعلي ، وثلاثة من الأنصار : أبي بن كعب ومعاذ وزيد».

وكان لمعاذ منزلته بين صحابة النبي صل الله عليه وسلم ،

فعندما خطب عمر بن الخطاب الناس بالجابية ، قال : «من أراد الفقه ، فليأت معاذ بن جبل».

وقال عبد الله بن مسعود : «إن معاذ بن جبل ، كان أُمة قانتًا لله حنيفا ، ولم يك من المشركين».

قال عنه أحد التابعين : (دخلت مسجد حمص فإذا أنا بفتى حوله الناس ، جعد قطط ،

فإذا تكلّم كأنّما يخرج من فيه نور ولؤلؤ ، فقلت من هذا؟ قالوا : معاذ بن جبل).

كما قال أبو إدريس الخولاني : «دخلت مسجد حمص ، فإذا فيه نحو من ثلاثين كهلاً من الصحابة ،

فإذا فيهم شاب أكحل العينين ، براق الثنايا ساكت ، فإذا امترى القوم ، أقبلوا عليه ، فسألوه ،

فقلت: «من هذا؟» قيل : «معاذ بن جبل». فوقعت محبته في قلبي».

صفاته وأخلاقه

كان معاذ بن جبل شابًّا جميل الجوهر مهيبا وقورا طويلاً أبيضاً وضيء الوجه ، حسن الشعر ،

أكحل العينين ، مجموع الحاجبين ، جميلاً سمحاً ، قيل عنه إنّه من أجمل الرجال ، ومن خيرة شباب قومه.

تخرج منه الكلمات كأنّها لؤلؤ مرصوص ، يسرّ الحاضرين بجلسته فتنجذب إليه النفوس عند الإستماع إليه ، وكان كريماً ، وجوّادا ،

وسخيّا ، شديد الزهد ولا يمسك من المال إلا ما يكفيه.

كما كان مبسطاً يديه للخير ، عملاً بقوله تعالى : (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله..).

وقد ورد في سيرة معاذ بن جبل رضي الله عنه مواقف تدلّ على حُسن أخلاقه ورفيع صفاته ، منها :

*أرسل له عمر بن الخطاب رضي الله عنه مبلغا من المال لقضاء بعض حاجاته ،

فقام بتوزيعه على المساكين من جيرانه ولم يستبقي لنفسه شيئا إلا دينارين أعطاهما لزوجته.

كان معاذ رضي الله عنه إذا قام الليل قال :

(اللهمّ طلبي للجنّة بطيء ، وهربي من النّار ضعيف ، اللهمّ اجعل لي عندك هدى تردّه إلي يوم القيامة إنّك لا تخلف الميعاد).

إقرأ أيضا: أبو دجانة الأنصاري

قال رجل لمعاذ بن جبل : علمني ، قال وهل أنت مطيعي قال : إني على طاعتك لحريص.

قال : صم وأفطر ، وصل ونم ، واكتسب ولا تأثم ، ولا تموتن إلا وأنت مسلم ، وإياك ودعوة المظلوم.

كان رضي الله عنه يقول : (يا بُني إذا صَلَّيْتَ فَصَلِّ صلاة مُوَدِّع ، ويا بني إنَّ المؤمن يموت بين حَسَنَتَين :

حسنةٍ قدَّمَها ، وحسنةٍ أخَّرها) له أعمالٌ جليلة قبل موته ، وترك خيراً كثيراً بعد موته.

كانت له إمرأتان فإذا كان يوم إحداهما لم يتوضأ في بيت الأخرى ثم توفيتا في السقم الذي بالشام والناس في شغل ،

فدفنتا في حفرة فأسهم بينهما أيتهما تقدم في القبر.

وفاته

عاد معاذ بن جبل رضي الله عنه إلى المدينة بعد أن أنهى تكليفه الذي كلّفه به رسول الله صل الله عليه وسلم في اليمن ،

فوجد رسول الله عليه الصلاة والسلام قد توفّي ، فلم يستطع حينها الإقامة في المدينة ،

فاستأذن أبا بكر رضي الله عنه أن يخرج إلى الشّام مُلتحقاً بجيوش المسلمين الفاتحة هناك علّه ينال الشّهادة معها.

فخرج معاذ إلى الشّام ، فمكث تحت إمرة أبي عبيدة بن الجرّاح رضي الله عنه فترةً من الزّمن ،

لكنّ أبا عبيدة توفّي على إثر الطاعون الذي أصاب أهل الشّام.

فتولّى معاذ بن جبل خلافة جند الشّام ، لكنّه لم تدم إمارته للجند طويلاً حتى أُصيب بالطاعون فمات ،

وكان ذلك سنة ثماني عشرة للهجرة بعد أن بلغ من العمر ثلاثة وثلاثين سنة ، وفي رواية أخرى ثمانية وثلاثين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?