قصص منوعة

معا في الدنيا ومعا في الآخرة

معا في الدنيا ومعا في الآخرة

لما مات النبي صل الله عليه وسلم وارتدت الجزيرة العربية في عهد الصديق رضي الله عنه ،

ولما كان أخطر دعاة النبوة مسيلمة الكذاب.

فندب الصديق جيش قوي بقيادة خالد بن الوليد لقتال بني حنيفة ، وكان في هذا الجيش الأخوين أبو حذيفة بن عتبة وسالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنهما.

فلما إلتقى الجمعان على أرض اليمامة ودارت بينهما معركة طاحنة قلما شهد تاريخ الحروب له نظيرا.

فقد أبدى فيها المسلمون من ضروب الشجاعة ما يعجز عن وصفه لسان ،

وكذلك أبدى المرتدون بقيادة مسيلمة الكذاب ما لا يقل عن ذلك شجاعة وإقداما وبذلا للروح ،

وكان النصر في بداية اليمامة لصالح المرتدون حتى إن رجال مسيلمة إقتحموا خيمة خالد بن الوليد ،

وكادوا يأسرون زوجته لولا أن أجارها مجاعة أحد قادة بني حنيفة وقد أسره خالد قبل المعركة.

عند ذلك دبت الحمية في صفوف المسلمين وباعوا لله نفوسهم وكان من بين هؤلاء “الأخوين أبو حذيفة وسالم”.

أما أبو حذيفة فكان ينادي في الناس ويقول : يا أهل القرآن زينوا القرآن بأفعالكم ،

ثم ذهب رضي الله عنه يجاهد حتى أستشهد مقبلا غير مدبر.

أما سالم مولى أبي حذيفة كان معه لواء المهاجرين ، فجاء أحدهما إليه وقال :

نخشى أن نأتي من ناحيتك فقال سالم : بئس حامل القرآن أنا إن أتى المسلمون من قبلي.

ثم إندفع رضي الله عنه يجندل الفرسان ويدافع عن راية المهاجرين حتى قطعت يمينه ،

فأخذ الراية بشماله وناضل عنها حتى قطعت شماله ، فأخذ الراية بعضديه وثبت حتى أثخنته الجراح وسقط على الأرض مضرجا بدمائه.

إقرأ أيضا: هند بنت المهلب

ولما إنتهت المعركة بنصر حاسم للمسلمين وقف خالد بن الوليد على سالم مولى أبي حذيفة وكان ما يزال به رمق من حياة فقال له سالم :

ما صنع المسلمون يا خالد ؟ فقال : كتب الله لهم النصر ، وقتل مسيلمة الكذاب وهزم قومه هزيمة نكراء فقال :

وما فعل أخي أبو حذيفة ؟ قال : مضى إلى ربه مقبلا غير مدبر وقتل شهيدا فقال :

أضجعوني إلى جانبه فقال : ها هو ذا موسد عند قدميك. فأغمض عينيه وهو يقول : معا في الدنيا ومعا هناك إن شاء الله ، ولفظ آخر أنفاسه.

1 3 4 10 1 3 4 10

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?