معجزة الصيام تكمن في أن من يظن نفسه ضعيفا أمام رغباته وشهواته طوال العام ، إكتشف فجأة أنه قوي أمامها.
وأن من يظن نفسه لا يصبر على الجوع والعطش والطعام ، إكتشف فجأة بأنه قادر على أن لا تمتد يده لكأس ماء أمامه ،
رغم أنه يكاد يموت عطشا ، وأنه مهما كان جائعا مرهقا لن يتناول طعاما أبدا إلا وقت الإفطار.
معجزة الصيام تكمن في أن هاهنا شاب لا يخلو بحرمات الله إلا إنتهكها ،
لكنه يوم صومه يتحرى الحلال حتى في ريق وضوئِه!
معجزة الصيام تكمن في جائع يقف أمام ثلاجته ولا تمتد يده لطعام يشتيه مهما كان مقدار جوعه.
وفي سيدة تتذوق طعامها لكنها تمضغ دون قصد جزءا منه فتنظف فمها لنصف ساعة خشية على صومها.
معجزة الصيام تكمن في مريض لا يفطر رغم الإلحاح عليه بالفطر ،
وفي مسافر صائم رغم كل تعب السفر ، وفي فتاة تبكي لأن صومها رغم عنها لم يتم.
معجزة الصيام تكمن في أن شخصا بسيطا يظن بأن ماله لا يكفيه لكنه مع ذلك يتصدق كل يوم بجزء منه.
وفي إنسان لا يصلي طوال العام لكنه بدخول رمضان تهيأ لأن يصلي كل فرض في ميعاده حتى تراويحه لم يتخلف عنها.
معجزة الصيام تكمن في القرآن الذي نهجره غالبا بدعوى ضيق الوقت ،
لكن وقت رمضان يسع ختمة وإثنين وربما عشرة!
وفي إنسان يبتهج بقرب قدوم العيد مهما كان واقعه مؤسفا ومُربكا.
معجزة الصيام تكمن في الإعتقاد التام بأن كل هذا التعب والجوع والعطش له نهاية فيارب إجعل لكل أحزاننا وإبتلاءتنا نهاية.
معجزة الصيام عمومًا تكمن في إله عظيم عَلِمَ قَدْرَ إخلاص عباده في هذه الطاعة تحديدًا
فقال : إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به!
إقرأ أيضا: يقول الله سبحانه في سورة الأعراف
معجزة الصيام تكمن في هذا الكم الهائل من الحب والتسامح والسكينة وصلة الأرحام ،
في هذا الكم الهائل من الطاعات والصلوات في أناس ظنوا أنفسهم تائهين عاصين سيئين.
فجاء رمضان ليمنح كل عاص أملا وكل مذنب فرصة وكل تائه بوصلة ليسير على هداها.
فاهتدوا ولا تملوا أو تفقدوا الأمل فلا ندري إن كان سيأتنا مرة أخرى أم بعده يَتشَتَتُ الشمل.
