من أجمل الروايات التي كتبها الأديب طه حسين
من أجمل الروايات التي كتبها الأديب طه حسين
كانت رواية إسمها “شجرة البؤس” و لمن لم يقرأها فهي تحكي عن شاب و شابة تزوجا عن طريق أهلهم الذين كانت تربطهم صداقة و علاقة عمل.
تزوجا ورغم قبح زوجته الشديد فإن الزوج لم يرَ إمرأة سواها ولم يعرف زوجة غيرها ،
فلم يتذمر يومًا من قبح زوجته الشديد ، بل ربما لم يخطر بباله يوما أنها قبيحة هي زوجته وكفى.
يحبها بشدة لأنها تمثل له السكن والمودة و الرحمة والتراحم ،
فلم يفكر يومًا إن كانت جميلة أو قبيحة هو يحبها لأنها زوجته و هذا كاف بالنسبة له.
مرت الأيام وولدت الزوجة طفلة تشبهها في قبحها الشديد ولكن فرحة الزوج كانت عارمة فقد رزقه الله إبنة ،
وقد صارت قرة عينه وشغله الشاغل ، وعاش الزوج وزوجته وطفلتهما سعداء ،
وأغدق الاب إبنته في الدلال والحب حتى لم ينقصها حبًا ولا رعاية.
ثم جاء اليوم الذي وضعت فيها زوجته طفلة أخرى ، ولكنها هذه المره بارعة الجمال ،
وللمرة الاولى يرى الزوج ما لم يراه من قبل!
أنارت له طفلته الجديدة عينيه فيرى للمرة الأولى كم أن زوجته شديدة القبح هي و ابنته الأولى مقارنة بطفلته الثانية ،
ومنذ تلك اللحظة بدأ يزرع بذرة البؤس في بيته حتى تتملك شجرة البؤس بيته ، فلم يعد سعيدًا كما كان!
لم تعد زوجته الحبيبة ترضيه و لم يملك إلا أن ينفر من طفلته الأولى وهو ينظر لطفلته الثانية رائعة الجمال.
تكبر شجرة البؤس وتنمو يوما بعد يوما و تنتهي القصه باستمرار بؤس تلك الأسرة عندما تحل على الزوج لعنة المقارنة بين طفلتيه ،
إقرأ أيضا: إمرأة لا تنسى
فيبدأ في التفريق في المعاملة بينهما ويتغير في معاملته لزوجته التي لا ذنب لها سوى أنها ولدت طفلة تشبهها في قبحها وطفلة بارعة الجمال.
أتذكر تلك الرواية كلما أطلق احدهم السؤال الخالد : ترى ما هو سر السعادة في الدنيا؟
الحقيقة إن كل إنسان يصنع سعادته بنفسه عندما ينظر دائمًا للجانب المشرق في كل أمر في حياته ،
عندما يرضى بما قسمه الله له ويتعامل معه على أنه أفضل شيء له ،
ذلك الزوج فقد السعادة في اللحظة التي تخلى فيها عن رضاه عما يملك ،
ربما كانت زوجته قبيحة لكنها صالحة ، ربما له إبنة قبيحة لكنها تحبه.
لم ينظر للحظة أن الله أكرمه بطفلة ثانية جميلة وهى نعمة من الله ،
لقد نسى نعمة الله عليه تعامل معها على أنها أظهرت له شيئا ينقص حياته ،
لقد قسم الله الأرزاق للناس و لم يعطِ أحدا كل شيء.