من أجمل ما يجعل علاقة الحب فريدة هو التعود على الخروج معا، {هو وهي فقط} ولو مرة كل شهر
يصبح جزءا من الروتين، ولا يتطلب الأمر أن تكون خروجة باهظة لمطعم فاره أو غيره..
المهم نزهة معا، تتحادثان فيها، تتأملان السماء، وتنشغلان بكما وفقط بعيدا عن كل الهموم والهواتف والأجهزة وغيرها.
النزهة قد تكون أمرا صعبا على بعض من يعيش في مناطق وبيئات لا تتوفر على مرافق عامة، لكن يمكن تعويض ذلك بعطلة ولو من يومين لمدينة ساحلية أو زيارة حديقة في مدينة أخرى.
المهم أن يكون هناك تخطيط لنشاط مشترك.
النبي صل الله عليه وسلم وحرصه على الترفيه عن زوجاته رضوان الله عليهن، فكان يسابق عائشة رضي الله عنها وتسافر معه
ويجلس رأسها على كتفه وهي تشاهد استعراض الأحباش يلعبون بحرابهم في المسجد، وغيرها الكثير من المواقف.
إقرأ أيضا: أجمل الأبيات الشعرية عن الغزل
يبين ذلك أهمية التواجد معا والترفيه عن بعض في إطار خارج روتين البيت الذي يسبب الملل والفتور أحيانا كثيرة
والإسلام يضع أولوية كبرى لقيمة التنفيس والترفيه عن النفس بين الزوجين لأثرها في تعزيز شعور الأمان والراحة والسكينة والتفرغ لبعض بعيدا عن مشاغل الحياة حتى ينطلقا بهمة أكبر للفترة التالية.
حتى في حال وجود الأبناء، من الضروري تخصيص وقت خاص للزوجين بعيدا عن الأبناء والنزهات العائلية
في النزهات الزوجية لا يجب اصطحاب الأطفال لأن الزوجين سينشغلان بالانتباه لأطفالهم بدل التفرغ للحديث معا في جو خاص أو ممارسة نشاط زوجي يجدد بداخلهما أواصر المودة والشعور بالشباب والرغبة في تعزيز روح الطفولة بداخلهما.
وأذكر سيدة طيبة حادثتها مرة عن أسرار السعادة في الزواج، كونها عاشت مع زوجها 70 سنة
فروت لي الكثير من العبر والقصص، ولفتني أنها قالت لي: زوجي وأنا نخرج كل نهاية أسبوع للتنزه معا، إما أن نتناول وجبة نحبها في مطعم جميل وهادئ أو نتنزه في متنزه ويشتري لي المثلجات أو المرطبات والمخبوزات الخفيفة.
واستمرا على هذا النحو طيلة مدة زواجهما، إلى أن أقعد المرض زوجها رحمه الله،
ومع ذلك كانا يحاولان صناعة الفرح والحظوة بالترفيه بأي طريقة ممكنة ولو بإيقاد شمعة والجلوس على شرفة البيت التي تطل على غابة مجاورة!
الحب يجعل الزوجين مبدعين في نشاطتهما عند النزهة، فتارة هي جلسة راحة وهدوء وتفكر
وتارة هي نزهة روحانية وذكر وقرآن أو تدبر
وتارة أخرى هي نشاط لعب ونشاط رياضي خفيف.. وهكذا.
الحب يُصنع بتراكم الذكريات الجميلة، المزهوة بتفاصيل الأماكن والمناظر والممارسات والمأكل الطيب تضفي عمقا أكبر لقيمة ذلك الحب.
إقرأ أيضا: اقتباسات جميلة عن الأم
