من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه ، وقال : لا يدخل الجنة قاطع رحم.
وقد ورد الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة بخصوص صلة الرحم.
في الآونة الأخيرة بدأت ظاهرة اجتماعية في الظهور على السطح بشكل مقلق وهي ، تأزم العلاقات بين الإخوان والأخوات!
الأخوة ليست علاقات صداقة تنهيها حين يغدر بك الصديق ويخون ،
هي دم يجري في عروقك ، لذلك حتى لو تجاهلت وجوده في حياتك ، فستصرخ كريات الدم في عروقك لتشعرك بالحنين إليه.
الموضوع لا يحسب هكذا ، فإن زرتني زرتك ، وإن أعطيتني أعطيتك ، وإن أحسنت إليّ أحسنت إليك.
فمن يقيسون عطاء الأخوة بقانون الأخذ والعطاء ،
لن يحصدوا سوى جفاف المشاعر وتصحر الأحاسيس وتباعد المسافات!
من الضروري أن تضع خطوطاً حمراء لزوجتك ( أو لزوجكِ) ولأبنائك وبناتك حين يكبروا ،
ولا تسمح لهم بتجاوزها فيما يختص بإخوانك وأخواتك.
فأغلب مشكلات القطيعة بين الإخوة تكمن في تدخل الزوجات أو الأزواج والأبناء والبنات ،
وإيغار صدور الإخوة على بعضهم البعض.
لذلك لا تسمح لهم أو لغيرهم أن يتدخلوا في تشكيل إطار علاقتك بإخوتك ، ويدفعوا بك نحو طريق القطيعة والبعد.
وإذا ما سمحت بذلك فسترى المشهد نفسه يتكرر بين أبنائك والقطيعة تدب بينهم وأنت تتحسر عليهم!
روعة الأخوة أن تشعر أختك أو أخاك بقيمته في حياتك ، باشتياقك له ، بأن أمره وهمومه ومشكلاته تعنيك ،
بأن دموعه تنحدر من عينيك قبل عينيه ، أن تسنده قبل أن يسقط ، وأن تكون عكازه قبل أن يطلب منك ذلك.
إقرأ أيضا: وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين
الأخوة ليست أسماء مرصوصة في بطاقة رسمية ، ولا أوراقاً مرسومة في شجرة العائلة ،
ولا أرقاماً هاتفية مسجلة في هاتفك.
أنتم إخوة ، حملتكم الرحم نفسها ، وأرضعتكم الأم نفسها ، وعشتم في البيت نفسه ، وأكلتم من الصحن نفسه ، وشربتم من الكأس نفسها ،
واحتفظتم بالذكريات نفسها ، ولذلك لن تستطيع أن تمحو كل ذلك ،
وحتى لو حاولت ، ستشعر في نهاية كل يوم بتأنيب الضمير ،
فالدم الذي يسري في عروقك سيشعرك بالحنين لإخوة يقاسمونك كريات دمك نفسها!
فإياك ثم إياك أن تفرط بإخوتك من أجل أي شيء في هذه الدنيا ،
فكل شيء يمكن تعويضه ، ولكن إخوتك إن ذهبوا فلن يأتي غيرهم.
فَكَيْفَ لَا تُحبُّهُ وَقَدْ قَالَ اللَّهُ فيه : سنشد عَضدَك بِأَخِيك.