Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
نحو حياة أفضل

من أقوال الصالحين في حب الشهرة

من أقوال الصالحين في حب الشهرة

اعلم أصلحك الله أن أصل الجاه هو إنتشار الصيت والإشتهار ، وهو مذموم ،

بل المحمود هو الخمول إلا من شهره الله لنشر دينه من غير تكلف طلب الشهرة منه ، قال الله تعالى :

( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا )

فقد جمع بين إرادة الفساد والعلو في الأرض وبين أن الدار الآخرة للخالي عن الإرادتين جميعا وفي الحديث :

“حسب امرئ من الشر أن يشير الناس إليه بالأصابع في دينه ودنياه إلا من عصمه الله “

إن الله لا ينظر إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم.

ومن أعظم آفات حب الشهرة والشرف ، والتطلع إليها ، أن تطلب نفسه مدح الناس له ، بالحق أو بالباطل ،

وقد روى أحمد عن معاوية رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله يقول :

( إِياكم والتمادح فَإنه الذَّبْح ) وروي في فضيلة الخمول عنه صل الله عليه وسلم :

“رب أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره “

وعنه صل الله عليه وسلم : ألا أدلكم على أهل الجنة : كل ضعيف مستضعف لو أقسم على الله لأبره ،

وأهل النار : كل متكبر مستكبر جواظ.

والأخبار في مذمة الشهرة وفضيلة الخمول كثيرة.

ومعلوم أن المطلوب بالشهرة وانتشار الصيت هو الجاه والمنزلة في قلوب الناس ، وحب الجاه هو منشأ كل فساد.

فالمذموم هو طلب الشهرة والحرص عليها ، فأما وجودها من الله تعالى من غير تكلف من العبد فليس بمذموم.

والحسن البصري يقول : “كفى فتنة للمرء أن يشار إليه بالأصابع في دين أو دنيا إلا من عصمه الله”.

وقال الشيخ ابن عثيمين : العبد الخفي : هو الذي لا يظهر نفسه ،

ولا يهتم أن يظهر عند الناس أو يشار إليه بالبنان أو يتحدث الناس عنه فتجده من بيته إلى المسجد ،

ومن مسجده إلى بيته ومن بيته إلى أقاربه وإخوانه ، يخفي.

إقرأ أيضا: قدم الخليفة هشام بن عبد الملك حاجا إلى مكة

وقال الفضيل بن عياض رحمه الله : ” إن قدرت أن لا تُعرف فافعل ، وما عليك ألا تعرف ؟

وما عليك ألا يثنى الناس عليك ؟ وَما عليك أن تكون مذموما عند الناس إذا كنت محمودا عند الله عز وجل ؟

فإذا عرفنا ذلك ، علمنا أن سلامة المرء هي أن يؤثر الخمول وعدم الظهور وأن يتواضع لربه ،

ويترك السعي في طلب الشهرة والشرف ، حتى لو كان ذلك في أمر مباح من أمور الدنيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?