من طرائف البخلاء
من طرائف البخلاء
يقولُ مدرس :
في بداية عملي كمدرس عملت في إحدى القرى ،
كان أهالي الطلاب يدعونني على الغداء وكانوا في غاية الكرم وفي أحد الأيام جائني طالب وأخبرني أن والده يدعوني لتناول الغداء في بيتهم فقبلت دعوته.
وفي طريقي إلى بيته قابلني أحد طلابي وحذّرني أن والد زميله بخيل إلى درجة لا توصف ، لم أعر كلامه إهتماماً وتابعت طريقي.
ولما وصلت إستقبلني والد الطالب بالترحاب وأدخلني إلى غرفة المضافة وطلب من زوجته إحضار الطعام.
فلما جاءت به فوجئت بأن الغداء عبارة عن صحن من البرغل مع وعاء لبن وحسب وقال لي الوالد : تفضل يا أستاذ !
أنا لا أحب البرغل ولا أتناوله إطلاقاً ولكني خجلت من الرجل فأمسكت الملعقة وصرت أتناول القليل من البرغل مع اللبن.
بعد قليل دقت زوجة الرجل الباب وقالت لزوجها :
هل أحضر الدجاج ؟
فأجابها : لا ما زلنا نأكل البرغل ،
كنت جائعاً في الحقيقة فقلت له :
دعها تحضر الدجاج.
فرمقني بنظرة قاسية و لم يتكلم !
بعدها بقليل دقت الزوجة الباب ثانية وقالت :
هل أحضر الدجاج ؟
فقال لها : لا اصبري قليلاً.
وأملا في أن يؤتى بالدجاج قلت للرجل:
لقد شبعت الحمد لله بارك الله فيك شكراً لك.
فقال لي : العفو هذا واجبنا يا أستاذ ،
و إذا به ينادي زوجته ويقول :
أحضري الدجاج !
حقيقة دهشت واستغربت كثيراً وقلت لنفسي :
الآن بعد أن مللنا الإنتظار يُحضر الدجاج.
ولكن دهشتي كانت أكبر لمّا رأيت زوجة البخيل تُدخل دجاجاً حيّاً إلى المضافة ،
وأخذ الدجاج يلتقط حبات البرغل التي بقيت على المائدة.